تركيا تعمق الهوة مع نخبها بإعادة اعتقال مفكر بارز

السلطات التركية تعيد اعتقال الصحفي والكاتب احمد التان بعد أسبوع من الإفراج عنه في قضية الانقلاب الفاشل.

أنقرة - في نهج واضح لتعميق الهوة بين نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المتهم بالاستبداد وبين النخب التركية التي تواجه حالة القمع المستشرية عمدت السلطات الى إعادة اعتقال الصحفي والكاتب احمد التان بعد أسبوع من الإفراج عنه.
وقالت شرطة مدينة اسطنبول التركية إن الصحفي والكاتب البارز أحمد ألتان عاد رهن الاحتجاز مساء الثلاثاء بعد نحو أسبوع من الإفراج عنه من السجن لاتهامه فيما يتعلق بمحاولة انقلاب.
وقبع الصحفي البالغ من العمر 69 عاما في السجن منذ اعتقاله في 2016 بعد شهرين من محاولة انقلاب قالت أنقرة إن شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله قولن دبرتها. ولم يخرج ألتان سوى يوم الاثنين قبل الماضي.
وأثارت قضية ألتان انتقادات من جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومن حلفاء غربيين لتركيا إذ أثار نطاق الحملة الأمنية التي أعقبت محاولة الانقلاب ضد من يشتبه في أنهم من أنصار غولن قلقهم.
وأظهرت لقطات مصورة وصور نشرتها وسائل إعلام تركية ألتان وهو يبتسم ويلوح لدى اقتياد ضباط شرطة مكافحة الإرهاب له للسجن من منزله في اسطنبول.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية أن الشرطة اصطحبته لمقرها في اسطنبول بعد خضوعه لفحص طبي.
وصدرت بحق ألتان وشقيقه وصحفيين آخرين أحكام بالسجن مدى الحياة لإدانتهم بمساعدة شبكة غولن. وأدين ألتان مجددا الأسبوع الماضي في إعادة محاكمة لكن السلطات أفرجت عنه لانقضاء فترة الحبس.
وينفي ألتان وآخرون الاتهامات المنسوبة لهم.
وذكرت الوكالة أن محكمة أعلى درجة ألغت قرار الإفراج عن ألتان الثلاثاء وأمرت باعتقاله على أساس أن هناك مخاطرة بأنه سيهرب من البلاد.
وبموجب قرار المحكمة الأسبوع الماضي، صدر بحق ألتان حكم بالسجن لمدة عشر سنوات وستة أشهر بعد أن أسقطت المحكمة التركية العليا الأحكام السابقة بالسجن مدى الحياة بحقه في يوليو/تموز وأحالته لإعادة للمحاكمة.
وهناك أكثر من 77 ألفا قيد الاحتجاز في تركيا انتظارا لمحاكتهم منذ الانقلاب الفاشل. ولا تزال حملة الاعتقالات واسعة النطاق ومتكررة فيما وصفه منتقدون بأنه مؤشر على تزايد الديكتاتورية في تركيا.
وينفي غولن، الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999، وأنصاره أي ضلوع لهم في محاولة الانقلاب. وطلبت تركيا مرارا من الولايات المتحدة تسليم غولن.
ولا يعير النظام التركي اية اهتمام بالانتقادات الدولية المتصاعدة للقمع الذي تشنه تركيا بحق سياسيين ومفكرين معارضين لأردوغان.
وتعرض المكون الكردي بدوره لحملة قمع غير مسبوقة حيث تم اقالة عدد من رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد ولحزب الشعوب الديمقراطي.