تركيا تقرصن شحنة أجهزة تنفس متجهة لإسبانيا
أنقرة - في الوقت التي تتعالى في الدعوات إلى تكاتف الجهود لمكافحة فيروس كورونا المتسبب في وفاة أكثر من 60 ألف شخص حول العالم حتى الآن، كشفت تقارير إعلامية أن تركيا استولت على شحنة محملة بالإمدادات الطبية كانت في طريقها إلى إسبانيا التي تعد ثاني أكبر بلد تفشى به الوباء بعد الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار أعلنت السلطات الإسبانية الجمعة أن الحكومة التركية احتجزت طائرة محملة بأجهزة تنفس تم شراؤها من الصين منذ السبت الماضي.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية غونزاليس لايا في تصريحات نقلتها صحيفة 'ألموندو' الإسبانية، إن "الطائرة لا تزال محتجزة في أنقرة على يد السلطات التركية التي قررت الاستيلاء على المعدات التي تحتويها".
ويبدو أن تركيا اضطرت تحت ضغوط انتشار فيروس كورونا على أراضيها للاستحواذ على الشحنة الطبية خوفا من أن يستنزف ارتفاع المصابين بالوباء المعدات الطبية لديها، خصوصا وأن تركيا تعاني منذ سنوات أزمة اقتصادية من المؤكد أنها امتدت إلى القطاع الصحي.
ويعكس هذا العمل غير الإنساني التي قامت به أنقرة مدى زيف الدعاية التي قامت بها الحكومة التركية مؤخرا بعد أن أرسلت معدات طبية إلى كل من إيطاليا وإسبانيا، للتسويق بأنها مثال في تقديم المساعدات الإنسانية، لكن احتجازها لشحنة معدات طبية لنفس البلد التي ادعت مساعدته سرعان ما عرت الدعاية الزائفة التي مورست بتبجح.
وفي هذا السياق قالت لايا إن "الحكومة التركية فرضت قيودًا على صادرات الأجهزة الطبية على أراضيها بدافع قلقهم بشكل رئيسي من قدرتهم على الحفاظ على نظامهم الصحي".
وكان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون قد قال الجمعة، إن "بلاده لن تسمح بانهيار نظامها الصحي كما حدث في باقي الدول جراء تفشي فيروس كورونا".
وأكد قوجة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في تركيا إلى 20921 مصاب خلال أيام قليلة، بعد تسجيل 2786 إصابة جدية الجمعة.
وأضاف أن حالات أعداد الوفيات في تركيا بسبب كورونا ارتفعت إلى 425 حالة، بعد تسجيل 69 وفاة جديدة الجمعة.
وكشف أن كوفيد-19 القاتل أصاب أحد أعضاء المجلس العلمي لمكافحة كورونا.
وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية أنها تحدثت مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو بشأن الموضوع، مشيرة إلى أن الاتصالات لم تجدي نفعا لأن السلطات التركية متمسكة بمصادرة الشحنة.
وتعد إسبانيا أحد الدول الحليفة لتركيا في حلف شمال الأطلسي، ومن المرجح تتسبب هذه الخطوة في أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وتحتوي الشحنة الثمينة التي اشترتها إسبانيا من الصين بهدف وقف الانتشار السريع للوباء الذي استشرى بين الإسبان، مئات من أجهزة التنفس الاصطناعي التي صنعتها شركة إسبانية في تركيا بمواد صينية، واحتجزتها أنقرة من دون إعلام مسبق.
وتسعى السلطات الإسبانية إلى بذل كل الجهود الدبلوماسية من أجل استعادة الشحنة، حيث تحدثت تقارير إعلامية أن مدريد بصدد التقدم بشكوى دبلوماسية بشأن عملية الاحتجاز غير المبررة.
ويرى مراقبون أن عملية الاستيلاء التركية على الشحنة الإسبانية، غير قانونية وترقى لمرتبة الجريمة، فيما تتعالى التحذيرات دوليا من هذه الممارسات غير النزيهة في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى التعاضد لمواجهة تحديات الفيروس القاتل.
ويحتدم الصراع بين أكثر من دولة للحصول على الأقنعة الواقية في ظل اشتداد المكافحة ضد فيروس كورونا الذي يواصل انتشاره السريع حول العالم، حيث تجاوز عدد المصابين المليون و100 ألف مصاب وتوفي حتى السبت أكثر من 60 ألف شخص متأثرين بالوباء.