تركيا تكتم صوت الإعلام بذريعة التجسس

السلطات التركية تعتقل صحفيين اثنين في خطوة إضافية تكرس ممارسات القمع لتكميم الأفواه وإلجام صوت المنتقدين لسياسة أردوغان.
عدد الصحفيين المعتقلين بالسجون التركية هو الأعلى عالميا

اسطنبول -اعتقلت السلطات التركية الاثنين صحفيين معارضين بذريعة تحقيق يتعلق بتهمة "التجسس السياسي والعسكري"، في خطوة إضافية تكرس ممارسات القمع في تركيا لتكميم الأفواه ولإلجام صوت المنتقدين لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مقدم البرامج على قناة 'تيلي 1' في أنقرة إسماعيل دوكل والمنسقة في موقع 'أودا تي في' الإخباري الإلكتروني ميسر يلديز في العاصمة التركية، يخضعان للاستجواب من قبل شرطة مكافحة الإرهاب.

وأكد رئيس تحرير قناة 'تيلى 1' ماردان ينار داغ، نبأ الاعتقال في تغريدة على تويتر، معتبرا أنها محاولة من السلطات "لإرسال إنذار إلى وسائل الإعلام".

ولم تكشف الوكالة عن المزيد من التفاصيل حول أسباب اعتقالهما، لكن صحيفة الصباح الموالية للحكومة ذكرت أنهم يشتبه في أنهما سربا معلومات حول مشاركة تركيا في ليبيا وسوريا "لغايات تتعلق بالتجسس العسكري".

ويلديز متهمة بالتحدث عبر الهاتف إلى أحد عناصر القوات المسلحة المعتقل أيضًا بشأن الخطط العسكرية التركية في ليبيا، حيث تدعم تركيا عسكريا قوات حكومة الوفاق في طرابلس.

وفي مارس/آذار تم اعتقال صحفيين من 'أودا تي في' يواجهان عقوبة بالسجن تصل إلى تسع سنوات بسبب كتابة مقال عن جنازة عنصر مزعوم في المخابرات قتل في ليبيا.

وتتهم المنظمات غير الحكومية تركيا غالبا بانتهاك حرية الإعلام عبر اعتقال الصحفيين وإغلاق وسائل الإعلام.

وذكرت مصادر إعلامية تركية أن عدد الصحفيين المعتقلين بالسجون هو الأعلى عالميا، مع تراجع مستمر لقطاع الإعلام منذ الانقلاب الفاشل سنة 2016.

وتحتل تركيا المرتبة 157 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود.

وباتت تركيا اليوم من أكثر بلدان العالم التي تشن حملات اعتقال بحق أتراك، تحت ذريعة الاشتباه في صلاتهم بجماعات إرهابية، حيث طالت حملات القمع الصحفيين والسياسيين وكل من ينتقد سياسات أردوغان.

وأنهكت السياسات القمعية التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية منذ توليه السلطة، شريحة عريضة من المجتمع التركي وخاصة المعارضون والمخالفون لسياسة أردوغان، حيث تضررت أكثر أحزاب المعارضة من هذه السياسات فضلا عن المنتقدين والصحفيين والنشطاء، ما دفع بهم إلى حالة كبيرة من الشعور باليأس أمام حزب حاكم لا يقبل المنافسة السياسية والانتقادات بأي شكل من الأشكال.

وارتفعت في تركيا مؤخرا معدلات القمع واستفحل فيها الظلم، فاُلجم فيها الإعلام واُعتقل فيها الصحفيون، فيما يتشبث حزب العدالة والتنمية بسياساته الباهتة وغير المجدية في ظل استفحال القمع.

ولم يستثني القمع بحسب اتهامات موجهة لأردوغان، الفنانون والمثقفون في تركيا، حيث يقع تشديد القبضة الأمنية على كل من يخالف الرئيس التركي.