تركيا تلتمس تحسين علاقتها مع فرنسا تحسبا للقمة الأوروبية

زيارة جاويش أوغلو إلى باريس تأتي قبل أيام من من قمة أوروبية مرتقبة ستنظر في الانتهاكات التركية بمياه شرق المتوسط وتدخلاتها العسكرية ووضع حقوق الإنسان فيها.
برغماتية تركية في مغازلة فرنسا لتلافي عقوبات أوروبية محتملة

أنقرة - يصل وزير الخارجية التركي إلى فرنسا الأحد في أول زيارة يقوم بها مسؤول رفيع من هذا البلد بعد أشهر من التوتر بين البلدين، بينما تسعى أنقرة إلى تحسين علاقاتها مع باريس قبل أيام من قمة أوروبية مرتقبة ستنظر في الانتهاكات التركية بمياه شرق المتوسط وتدخلاتها العسكرية ووضع حقوق الإنسان فيها، ومن المحتمل أن تفرض عقوبات على النظام التركي.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيلتقي خلال زيارته الأحد والاثنين نظيره الفرنسي جان إيف لودريان لبحث "العلاقات الثنائية وكذلك بين تركيا والاتحاد الأوروبي" والقضايا "الإقليمية والدولية".

وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه أنقرة لتحسين علاقاتها مع باريس بعد أشهر من التوتر بين البلدين حول عدد من القضايا مثل ليبيا وسوريا وشرق المتوسط ومهاجمة باريس للنفوذ التركي على الإسلام في فرنسا.

وقال جاويش أوغلو، إن بلاده وفرنسا، دولتان صديقتان وحليفتان وستظلان كذلك، دون أن تسمحا لسوء التفاهمات بإفساد علاقاتهما.

وأضاف أن العلاقات بين أنقرة وباريس، مرّت بمرحلة توتر غير معتادة، مشيرا إلى أن الاتصال الهاتفي بين رئيس بلاده ونظيره الفرنسي، في مارس/آذار الماضي، منح الفرصة للبلدين لتعزيز علاقاتهما.

وأكد أن زيارته الحالية إلى باريس، تندرج في سياق استمرار تعزيز العلاقات بين بلاده وفرنسا، لافتا إلى وجود العديد من ملفات التعاون المشترك بين البلدين، مثل سوريا وليبيا وإقليم "قره باغ" وشرق المتوسط.

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في "الصحة العقلية" لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهما إياه بـ"معاداة الإسلام" بسبب تمسكه بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وبخطابه ضد "الانفصالية" الإسلامية في فرنسا.

وفي دليل على تخفيف حدة التوتر، أجرى الرئيسان في مارس/آذار لقاءً عبر الفيديو.

تكثف أنقرة تحركاتها تجاه حلفائها الغربيين والإقليميين منذ بداية العام للخروج من عزلتها المتزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتعاني تركيا خلال السنوات الأخيرة عزلة إقليمية بسبب نهدها العدواني وتدخلاتها العسكرية في أكثر من جبهة صراع، ما تسبب في أزمة اقتصادية ناتجة عن نفور المستثمرين وتراجع الاستثمارات.