تركيا تمنع قوات أوروبية من تفتيش سفينة أسلحة إلى ليبيا

ثلاث سفن حربية تركية تمنع قوات يونانية تابعة لعملية "إيريني" الأوروبية من تفتيش سفينة شحن محملة بالأسلحة ترفع علم تنزانيا متجهة إلى ميليشيات الوفاق في ليبيا.

بروسكل - قال الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس إن سفنا حربية تركية منعت عمليات المهمة الأوروبية "إيرني" من مراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا هذا الأسبوع في البحر المتوسط.

وأكدت دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، أنه تم منع عملية الكتلة الأوروبية لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، من القيام بعملها هذا الأسبوع.

وأكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو وقوع الحادث في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا.

وقال المتحدث اليوم الخميس إنه تم منع القوات اليونانية من تفتيش سفينة شحن مشبوهة أبحرت من تركيا كانت في طريقها إلى ليبيا.

وذكر ستانو أن عملية "إيريني" العسكرية المكلفة تطبيق الحظر في المتوسط قامت بتفتيش "أكثر من 75 سفينة" منذ إطلاقها في 31 آذار/مارس.

وقال إنها كلفت مهمتها بموجب قرار تبناه مجلس الأمن الأسبوع الماضي و"أنه يتم إبلاغ الأمم المتحدة بأي حادث". وأعلن أنه سيتم أيضا الإبلاغ عن هذا الحادث.

وكانت هيئة البث اليونانية الرسمية (إي آر تي)، نقلت عن وزارة الدفاع في أثينا قولها في وقت سابق، إن ثلاث سفن حربية تركية كانت مشاركة في الواقعة.

وأوضح الأتراك للقوات اليونانية عبر رسائل لاسلكية أن السفينة التي ترفع علم تنزانيا، تخضع لحمايتها. وأفادت تقارير بأنه نتيجة لذلك، انسحب قائد عملية "إيريني" التابعة للاتحاد الأوروبي، من محاولته فحص سفينة الشحن التي تحمل اسم "سيركين".

وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إنه لم يكن أمام قبطان الفرقاطة اليونانية "سبيتساي" من خيار سوى السماح لسفينة الشحن المشبوهة بمواصلة طريقها كما أفادت المصادر.

ولم يتضح بعد ماذا كانت السفينة تحمل على متنها، لكن طرق مماثلة اتبعتها سفن شحن تركية محملة بالأسلحة في السابق ثم أفرغت حمولاتها في يميناء طرابلس وقد تباهى بها مقاتلون من ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق عبر نشر صور لهم مع العتاد والأسلحة الثقيلة على موقع فيسبوك.

وبحسب بيانات تتبع المواقع، وصلت سفينة "سيركين" الآن إلى ليبيا، وكانت عند ميناء مصراتة بعد ظهر اليوم الخميس.

وكشف موقع "إيطاليا رادار" العسكري، في وقت سابق توجه 3 طائرات شحن عسكرية تركية وسفينة على متنها أسلحة إلى غرب ليبيا.

وذكر مصدر أوروبي أنه تم إبلاغ الأمم المتحدة بالحادث وظروفه وستتم متابعة القضية. كما تم الحصول على صور التقطت بالأقمار الاصطناعية ومعلومات استخباراتية لتبرير تدخل السفن التابعة لعملية "إيريني".

وسيبحث وزراء الخارجية الأوروبيون الحادث خلال اجتماعهم الإثنين المقبل عبر دائرة الفيديو المغلقة. وقد يطرح أيضا خلال اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي وتركيا عضو فيه، في 17 و18 حزيران/يونيو.

وطلب الاتحاد الأوروبي وقف التدخلات الأجنبية في النزاع في ليبيا وانسحاب المرتزقة ومعداتهم للتوصل إلى حل سياسي.

وتركيا طرف رئيسي في النزاع في ليبيا وقد أججته عبر نقلها للمرتزقة والسلاح في الأشهر الأخيرة دعما لحكومة الوفاق وميليشياتها في طرابلسفي انتهاك لحظر الأمم المتحدة على الأسلحة إلى ليبيا منذ 2011.

وبعد تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عسكريا في ليبيا في يناير الماضي، شوهدت العديد من سفن الشحن التركية المحملة بالأسلحة ترسو في ميناء طرابلس وطائرات مدنية وأخرى مخصصة للشحن الجوي تهبط في مطار معيتيقة ومصراتة اللذان تسيطر عليهما حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، لتزويد الميليشيات بالأسلحة المتقدمة والمركبات المدرعة والطائرات المسيرة والمستشارين الأتراك والمرتزقة السوريين.

والسبت الماضي، مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع ولمدة عام قراراً يسمح بتفتيش السفن التي يشتبه بانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011.

وكانت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قررت بالإجماع في نهاية العام الماضي تمديد هذا النص. لكنّ روسيا أعربت عن تحفّظاتها خلال محادثات في بداية الشهر الجاري، بحسب ما قال دبلوماسيّون.

وقال دبلوماسي إنه خلال العام الماضي كانت هناك انتهاكات مستمرة للحظر، ما جعل الحظر "مهزلة".
وانطلقت العملية البحرية الأوروبية "إيريني" في بداية نيسان/أبريل لمراقبة حظر الأسلحة في المتوسط بعد أن ازدادت عمليات نقل الأسلحة من تركيا لحكومة الوفاق في ليبيا رغم التحذيرات الدولية.

وتستخدم العملية الأوروبية التي تقودها روما المراقبة الجوّية والأقمار الصناعيّة وقد عبرت تركيا وحكومة الوفاق عن معارضتها منذ إعلان انطلاق مهمتها.

وخلال الأيام الماضية تعرضت المهمة الأوروبية لانتقادات واسعة بسبب عدم اعتراضها للسفن التركية التي واصلت تفريغ حمولاتها من شحنات الأسلحة لحكومة الوفاق في خرق جديد للمواثيق والقرارات الدولية، مهو ما احرج دول الاتحاد الأوروبي.

وقالت مصادر عديدة إن "الزوارق العسكرية الإيطالية إما تقف في الموانئ أو تختار الطرق خصيصا حتى لا تقابل السفن التركية على الرغم من أن إيطاليا تعد البلد الأوروبي الأكثر قربا من مرور الأسلحة عبر المتوسط وقد  تم تعيين الأدميرال الإيطالي فابيو أغوستيني لقيادة عملية 'إيريني" وتخصيص مقر لها في روما، وتشكيل قوة من عدة سفن حربية.

وتستقوي تركيا بعضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لضمان وصول سفنها المحملة بالأسلحة إلى مليشيات الوفاق في طرابلس، في تحد صارخ للقرارت الدولية.