تركيا تناور السعودية بمزاعم دعم رؤية 2030

أنقرة تحاول التقليل من الجبهات بتحسين العلاقة مع الرياض في ظل إصرار اردوغان على التمسك بنفس النهج السياسي المتعلق بالملفات الخارجية.

أنقرة - تحاول الحكومة التركية المناورة بخصوص علاقتها بمحيطها خاصة العلاقة مع المملكة العربية السعودية التي شهدت توترا في الفترة الأخيرة وذلك بزعم دعم رؤيتها المستقبلية 2030.

وفي هذا الاطار قال وزير الزراعة والغابات التركي بكر باك دميرلي، الإثنين، إن بلاده تشارك السعودية في رؤيتها 2030، وأعرب عن استعدادها لدعم المملكة في تحقيق هذه الرؤية.
جاء ذلك في كلمة باك دميرلي، خلال مشاركته في حفل الاستقبال الذي أقامه السفير السعودي في أنقرة، وليد بن عبدالكريم الخريجي، بمناسبة اليوم الوطني لبلاده.

وتستهدف "رؤية السعودية 2030" التي أعلنت عنها عام 2016، خفض اعتمادها على النفط كمصدر رئيس للدخل، وتنويع الإيرادات المالية.

وفي محاولة لدغدغة مشاعر السعوديين والالتفاف على الأزمات التي خلفتها السياسات التركية في المنطقة والتي اضرت بالمصالح السعودية وبالعلاقة بين البلدين قال الوزير التركي "أن تركيا والسعودية لديهما روابط ثقافية وإنسانية قوية، وتتطور على أساس المصالح والاحترام المتبادلين".
ونوّه باك دميرلي بالمكانة الخاصة التي تستحوذ عليها المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي عبر خدمتها للحرمين الشريفين.
وأضاف باك دميرلي: "تشارك تركيا رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ونحن على استعداد لتقديم جميع أنواع الدعم لتحقيق هذا الهدف".

ولكن يبدو ان هذه التصريحات تناقض تماما السياسات التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي تورط في الإضرار بالعلاقات بين البلدين وسط محيط مضطرب وملفات حارقة.

وشهدت العلاقات التركية السعودية توترا بعد قرار حكومة العدالة والتنمية دعم الموقف القطري في مواجهة جيرانها الخليجيين الذين قرروا مقاطعتها لدورها في دعم الإرهاب والإساءة للأمن القومي العربي والخليجي.

واستثمرت تركيا كثيرا في دعم تنظيمات الإسلام السياسي وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين المصنف إرهابيا في السعودية.

الصحفي السعودي جمال خاشقجي
تركيا استثمرت كثيرا في قضية مقتل خاشقجي لاحراج السعودية

وتظل قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ابرز الملفات التي أضرت بالعلاقات التركية السعودية حيث استثمرت حكومة اردوغان في عملية مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول سياسيا وذلك بشن الحملات الإعلامية ضد الرياض على المستوى الدولي.

وتتدخل تركيا في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية وذلك بدعم مجموعات مسلحة لها ارتباطات بالاخوان المسلمين إضافة الى انتهاك سيادة دول عربية كسوريا والعراق بدعم فصائل متشددة.

ويبدو ان تصريح وزير الزراعة والغابات التركي محاولة من السلطات لتخفيف التوتر مع الرياض خاصة وان وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف وجه رسالة حادة الى أنقرة بزيارة تاريخية لقبرص قبل اسبوعين ويبدو ان الأتراك فهموا وأدركوا قوة هذه الرسالة ومغزاها السياسي.

ويحاول الأتراك جاهدين إيجاد منفذ لتحسين العلاقة مع السعودية خاصة وان التوتر تسبب في اضرار اقتصادية كبيرة لأنقرة حيث أكدت وزارة السياحة التركية تراجع أعداد الزوار السعوديين بنسبة 30 بالمئة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وسياسة تقليل الأعداء التي تعتمدها انقرة لن تؤتي نتيجة اذا لم تغير الحكومة التركية من سياساتها جذريا ويبدو ذلك صعبا في ظل سلطة يمسك بكل زمامها رجب طيب اردوغان.