تركيا تُثبّت أقدامها في ادلب بزيادة تحصينات نقاط المراقبة

التصعيد الأخير في إدلب يربك الجهود التركية للاحتفاظ بوجود قوي في المنطقة التي قالت أنقرة مرارا إنها تشكل مجالا حيويا لأمنها القومي لتبرير وجودها العسكري في سوريا.  

تركيا تنقل كتلا خراسانية إلى ادلب
أنقرة تُحصّن ادلب في استنساخ رديء للمنطقة الخضراء
12 نقطة مراقبة للجيش التركي وتتوزع في منطقة خفض التصعيد

هطاي (تركيا) - تعتزم القوات التركية زيادة التحصينات الإسمنتية لنقاط المراقبة في محافظة إدلب السورية حيث وصلت أربع شاحنات محملة بالكتل الخرسانية إلى منطقة ريحانلي بولاية هطاي، لتدخل الأراضي السورية من معبر 'جلوة غوزو' التركي المقابل لمعبر باب الهوى السوري. ويبلغ ارتفاع الكتلة الخرسانية الواحدة 4 أمتار.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/أيار 2017.

وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

وفي سبتمبر/أيلول 2018، أبرمت تركيا وروسيا اتفاق سوتشي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول خلال نفس العام.

ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2017، تواصل القوات المسلحة التركية تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط إدلب - عفرين بهدف مراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب.

وأربك التصعيد الأخير في إدلب الجهود التركية للحفاظ بوجود قوي في المنطقة التي قالت أنقرة مرارا إنها تشكل مجالا حيويا لأمنها القومي لتبرير وجودها العسكري في سوريا.  

وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، التطورات الأخيرة في منطقة إدلب السورية.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، أن مجلس الأمن الروسي قلق من تواصل القصف والهجمات الإرهابية.

وتشن قوات النظام وحلفائه حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بموجب مباحثات أستانا.

وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة خفض التصعيد بإدلب لحماية وقف إطلاق النار في إطار اتفاق أستانا.

وطالب رئيس الائتلاف السوري المعارض عبدالرحمن مصطفى المجتمع الدولي بـ"ممارسة كل الضغوط على روسيا"، لوقف الهجمات التي تتعرض لها محافظة إدلب وإيقاف دعم موسكو لنظام رئيس بشار الأسد.

وقال مصطفى "أعداء الشعب السوري استغلوا شهر رمضان المبارك لتصعيد الإجرام، وارتكبوا خلاله 30 مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 250 شهيدا".

ولفت إلى أن "النقاط الطبية والمشافي كانت منذ بدء حرب النظام على الشعب السوري، أهدافا رئيسية لآلة القتل والتدمير التابعة للنظام، ما جعلها من أكثر الأماكن خطورة".

وتابع "براميل النظام المتفجرة وقنابل الفسفور الأبيض والأسلحة الكيماوية والقصف المدفعي على المدن والبلدات وكل ما هو ممنوع ومحرم في القانون الدولي يتم استخدامه الآن ضد الشعب السوري".

ولفت مصطفى إلى أنه "منذ بدء العدوان الروسي المباشر على الأرض السورية، أصبحت روسيا شريكا مباشرا في ارتكاب الجرائم وعمدت إلى قصف المدن والبلدات بالتوازي مع تعطيل الحل السياسي ودعم الحل القائم على القتل والتهجير".

وخاطب رئيس الائتلاف المجتمع الدولي قائلا إن "التمادي في الإجرام السافر بحق أطفال ونساء الشعب السوري هي نتائج مباشرة لتقاعسكم ولسياساتكم ومواقفكم الرخوة والهزيلة، ولا يمكنكم أن تنجحوا في تجاوز الأزمات وحل المشاكل من خلال سياسة الانتظار والمراقبة وإصدار تصريحات الشجب والاستنكار".

وطالب بإيجاد "آليات بديلة لإيقاف هذه الكارثة المستمرة بتجاوز العقبات من أجل لجم النظام، وممارسة كل الضغوط على روسيا لوقف عدوانها ودعمها للأسد".

وختم مصطفى كلمته المصورة قائلا "ندعم جهود الجيش السوري الحر والجيش التركي، والتي تمكنت بتضافرها من توجيه ضربات حاسمة للإرهاب ولا يزال الأخوة الأتراك يعملون بجهد لوقف القتل، ولدعم الحل السياسي، وإنقاذ أرواح المدنيين، ومنع تهجيرهم من بيوتهم".