تركيا متمسكة بالناتو رغم صفقة الصواريخ الروسية

أكار يصف أحدث عرض من الولايات المتحدة لبيع منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي لأنقرة بأنه أكثر إيجابية من عروض سابقة.
من المنتظر أن يعقد امين عام الناتو لقاءات ثنائية مع المسؤولين الأتراك

أنقرة - قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الجمعة إن بلاده التي تنتمي لعضوية حلف شمال الأطلسي لا تنأى بنفسها عن التحالف العسكري باتفاقها مع روسيا على شراء منظومة إس-400 للدفاع الصاروخي.

وفي مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية قال أكار إن أحدث عرض من الولايات المتحدة لبيع منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي لتركيا أكثر إيجابية من عروض واشنطن السابقة.

وتستضيف تركيا في 6-7 أيار/مايو، اجتماع مجلس شمال الأطلسي الذي يعد الهيئة الرئيسية لصنع القرار في حلف شمال الأطلسي (الناتو), وذلك في إطار الذكرى الـ 25 للحوار المتوسطي.
وبحسب بيان صادر عن الناتو سيعقد الاجتماع برئاسة أمين عام الحلف يانس ستولتنبرغ، بحضور الدول المشاركة في الحوار المتوسطي.
ومن المنتظر أن يعقد ستولتنبرغ لقاءات ثنائية مع المسؤولين الأتراك على حامش الاجتماع.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحوار المتوسطي قائم بين دول الأعضاء في الناتو وسبع دول ليست عضوا في الحلف، أعلن عنه عام 1994 بهدف تطوير العلاقات والتفاهمات بين دول الحلف والدول المتوسطية، إلى جانب النرويج.

وأكدت تركيا أنها تعي مخاوف حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن شرائها منظومة دفاعية روسيا، ما أدى إلى توتر كبير في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تجاوش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة الجمعة 19 ابريل/نيسان "لا بد أن نأخذ في الاعتبار مخاوف الحلف الأطلسي.لقول إن تركيا لا تأخذ ذلك في الاعتبار خطأ".

وزير الخارجية التركي مولود تجاوش أوغلو
انقرة تقول انها تضع مخاوف الحلف الاطلسي تجاه الصواريخ الروسية في الاعتبار

وكانت واشنطن دعت انقرة إلى الاختيار بين المنظومة الروسية والمقاتلات الأميركية من طراز "اف-35" التي تريد أنقرة الحصول على مئة منها.

وعلقت الولايات المتحدة في بداية نيسان/أبريل تسليم المعدات الأرضية المتصلة بتشغيل طائرات اف-35 المصممة للتواصل في الوقت الحقيقي مع الأنظمة العسكرية للناتو، بما في ذلك الصواريخ الدفاعية.

وتبدي الولايات المتحدة قلقاً من أن تُستخدم تكنولوجيا اس-400 لجمع البيانات التكنولوجية عن الطائرات العسكرية التابعة لحلف الناتو.

وبينما تلوح بوادر عقوبات أميركية قد تكون مدمرة للاقتصاد التركي الضعيف، تسعى أنقرة إلى التوصل إلى حل لهذه المشكلة التي تسمم العلاقات مع واشنطن.

وذكرت وسائل إعلام أن فرضيات عدة مطروحة حاليا بينها عدم تشغيل منظمة "اس-400" بعد تسليمها إلى تركيا أو نقلها إلى بلد ثالث.

وزار وزير الدفاع خلوصي أكار، وابراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب اردوغان ووزير المالية براءة البيرق صهر اردوغان، الاثنين 14 ابريل/نيسان واشنطن حيث ذكرت وسائل إعلام تركية أن وزير المالية أجرى محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقال إن ترامب تبنى وجهة نظر منطقية فيما يتعلق بشراء تركيا المزمع لمنظومة إس-400 الروسية للدفاع الجوي.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين إن شراء بلاده لمنظومة دفاع جوي صاروخي روسية يجب ألا يؤدي لعقوبات أميركية لأن أنقرة ليست غريما لواشنطن وتظل على التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي.

وتحدث أكار بلهجة تصالحية نسبيا خلال مؤتمر بين الولايات المتحدة وتركيا في واشنطن وسط تصاعد للتوتر بين البلدين بسبب خطة أنقرة لشراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية، كما دعا إلى حل المسائل الخلافية عبر الحوار.

وقال أكار "من الواضح أن تركيا ليست خصما للولايات المتحدة"، مضيفا أنه لذلك فإن شراء أنقرة لمنظومة إس-400 يجب ألا يُنظر إليه في نطاق العقوبات الأمريكية التي تستهدف أعداء الولايات المتحدة.

والخلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن المقاتلات إف-35 هو الأحدث في سلسلة من النزاعات الدبلوماسية بين البلدين والتي تتضمن مطالبة تركيا للولايات المتحدة بتسليم رجل الدين فتح الله كولن، فضلا عن خلافات بشأن السياسة إزاء الشرق الأوسط والحرب في سوريا والعقوبات على إيران.

وأوقفت الولايات المتحدة في أوائل ابريل/نيسان تسليم عتاد خاص بالمقاتلات إف-35 إلى تركيا، في أول خطوة أمريكية ملموسة للوقف المحتمل لتسليم الطائرات إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.