تركيا مقبلة على صراع سياسي ينذر بتفكك حزب أردوغان

الانشقاقات في حزب العدالة والتنمية ترسم ملامح خارطة سياسية جديدة في تركيا ومرحلة قادمة عنوانها حشر أردوغان في الزاوية.
شعبية حزب العدالة والتنمية تتهاوى في الأوساط التركية
رموز منشقة عن الحزب تسعى للحد من هيمنة أردوغان

أنقرة - تقبل تركيا في الأيام القادمة على صراع سياسي ساخن، حيث يتوقع تشكيل حزبين سياسيين جديدين بقيادة أبرز الرموز السياسية السابقة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، ما ينذر بتفككه.

وكتب موقع 'أحوال تركية' أن رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو والرئيس التركي السابق عبدالله غول، يهدفان من وراء تأسيس حزبين جديدين إلى إنهاء عهد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وكسر هيمنته على مؤسسات الدولة.

ويشير محللون إلى وجود مؤشرات تدل على اقتراب نهاية عهد أردوغان الذي وصف زملائه السابقين بحزب العدالة والتنمية بـ"الخونة"، معلنا عن تصديه لقادة حزبه السابقين بشأن تشكيل أحزاب ستمتص من رصيده البشري بالشارع التركي.

ويرون أن عقد حزب العدالة والتنمية في تركيا، بدء ينفرط باستقالات متتالية لقادة بارزين في الحزب على غرار أحمد داوود أوغلو.

واُكره داود أوغلو على الاستقالة من منصبه في العام 2016، بعد سنة واحدة مرت على مساعدته حزبه في استعادة الأغلبية البرلمانية أثناء انتخابات مبكرة أُجريت بعد أشهر من خسارتهم إياها للمرة الأولى، لتفند عن سلسلة صراعات بينه وبين أردوغان.

ودفعت غيرته على حزب العدالة والتنمية للعودة إلى المشهد السياسي هذا العام، بعد أن استشعر الضعف الذي لحق بالحزب الذي خيب الآمال في الانتخابات البلدية التي أُجريت مؤخرا.

وكان قد أعلن بأن مجموعة من السياسيين الداعمين له من حزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى، باتت مستعدة لإطلاق حزب سياسي جديد في أغلب محافظات تركيا البالغ عددها 81 محافظة.

وهدم إعلان داود أوغلو الذي يشعر بمرارة الإساءة، جسور العودة إلى أحضان الحزب الحاكم حاليا، حيث بدا انه يتبنى خطابا حادا منذ عودته إلى المشهد.

واتهم رئيس الوزراء السابق في 23 من أغسطس/آب الماضي قادة من حزب العدالة والتنمية، بلعب دور في التفجيرات التي حدثت بين الانتخابات التي أجريت مرتين في العام 2015.

وعبر في أبريل/نيسان الماضي عن عدم ارتياحه داخل الحزب في ظل تحالفه مع الحركة القومية، منتقدا بشدة سياسات أردوغان.

وذكرت 'سكاي نيوز' أن داود أوغلو بدأ بالفعل في حشد شخصيات سياسية من حوله في حزب العدالة والتنمية، ما يعكس نواياه في إنشاء تكتل سياسي مناهض لأردوغان.

ويرجح أن يلتف حول رئيس الوزراء السابق، سياسيون بارزون استقالوا عن حزب العدالة والتنمية أمثال علي باباجان ونعمان كورتولوش وبشير أتالاي،  أحد المقربين من أردوغان الذي أقصاه عن دائرته السياسية المقربة، على إثر اختلاف في الرؤى السياسية.

وأعطى بدوره عبدالله غول إشارات تفيد برغبته في إطلاق حزب جديد ينأى بنفسه عن حزب العدالة والتنمية.

ويرى محللون أن هناك إمكانية إنشاء تحالف بين معسكري غول وداود أوغلو، لتشكيل حزب سياسي جديد بعد أن كثرت الاختلافات مع أردوغان، ما يعزز من توقعات تفكك حزب العدالة والتنمية الذي فقد مؤخرا كثيرا من شعبيته في الأوساط التركية.