قطر بالتمويل وتركيا بالمرتزقة والسلاح إسنادا لإخوان ليبيا

وزير الدفاع التركي يجري مباحثات مع رئيس حكومة الوفاق وقيادات عسكرية في طرابلس، في زيارة تأتي بعد يوم من مباحثات أجراها أردوغان مع أمير قطر تركزت على الملف الليبي.
تركيا وقطر توفران حزاما عسكريا لإخوان ليبيا
الدوحة تؤكد تطابق وجهات النظر مع تركيا حول الأزمة الليبية
وزير الدفاع التركي في طرابلس لبحث الدعم العسكري لحكومة الوفاق

إسطنبول/طرابلس - أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة بعد يوم من زيارته الدوحة، أن تركيا مستمرة في التعاون مع "الحكومة الليبية الشرعية بكل عزم وإصرار"، مضيفا أن وزير الدفاع خلوصي اكار يجري مباحثات مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس لتعزيز التعاون القائم "بتنسيق أوثق".

وتحرص الدوحة وأنقرة على توفير غطاء سياسي وعسكري لحكومة الوفاق التي تهيمن عليها وعلى هيئاتها السياسية والعسكرية جماعة الإخوان المسلمين، حيث يعتقد أن الدوحة تكفلت بتحمل نفقات التدخل العسكري التركي في ليبيا أو الجزء الأعظم منه.

وتشير زيارة الرئيس التركي لقطر في توقيتها إلى تنسيق بين أنقرة والدوحة لتوفير حزام عسكري أقوى لحكومة الوفاق بما يشمل الإبقاء على آلاف المرتزقة السوريين الذين جندتهم تركيا للقتال مع ميليشيات الوفاق.

اردوغان زار الدوحة على عجل لترتيبات تتعلق بتمويل التدخل العسكري وتأمين رواتب آلاف المرتزقة السوريين
اردوغان زار الدوحة على عجل لترتيبات تتعلق بتمويل التدخل العسكري وتأمين رواتب آلاف المرتزقة السوريين

ووجدت تركيا نفسها بعد أشهر من تدخلها العسكري في ليبيا، عالقة بسبب أزمة مالية وشح في السيولة ترافقت مع انهيار عملتها لمستويات دنيا، لكنها اجتازت هذه الورطة بعد أن تدخلت قطر لجهة تمويل العمليات العسكرية التركية وتوفير رواتب لآلاف المرتزقة السوريين.

وأوضح أردوغان أن مباحثاته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تركزت على الملف الليبي بدرجة أولى والملفين العراقي والسوري بدرجة ثانية.

وكانت الدوحة قد ساهمت في تمويل عمليات نقل أولائك المرتزقة، فيما أشارت تقارير متطابقة إلى دور محوري لعبته شركة طيران كان قد أسسها القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة (الموالية لتنظيم القاعدة) عبدالحكيم بلحاج الذي يوصف بأنه احد رجال تركيا المخلصين في ليبيا وأحد أمراء الحرب الذين جمعوا ثروة هائلة بعد ثورة فبراير/شباط التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

وقد أجرى أردوغان الخميس زيارة خاطفة للدوحة يعتقد أنها جاءت على عجل ضمن رحلة بحث عن المزيد من التمويلات للحفاظ على الزخم العسكري التركي في ليبيا وأيضا لاحتواء حالة من التململ في صفوف المرتزقة السوريين بسبب تأخير في الحصول على رواتبهم.

وقد صدرت تصريحات عن مسؤولين كبار في الحكومة القطرية تعليقا على زيارة اردوغان للدوحة، توحي مضامينها بوجود تنسيق أكبر وتوافق حول إسناد حكومة الوفاق تحت مسمى "الشرعية" في مواجهة الجيش الوطني الليبي الذي تراجع من مناطق كان قد سيطر عليها بعد تدخل عسكري تركي عنيف.

خلوصي اكار يقود وفدا عسكريا من كبار قادة الجيش التركي
خلوصي اكار يقود وفدا عسكريا من كبار قادة الجيش التركي

ولم يتضح ما إذا كان أردوغان قد بحث مع الشيخ تميم الترتيب لهجوم محتمل على مدينة سرت الساحلية الإستراتيجية.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر وجود توافق كبير في الرؤى بين قطر وتركيا، مشيرة إلى أنهما تدعمان حكومة الوفاق الوطني.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الخاطر قولها "إذا نظرنا إلى المشهد الليبي من هذا المنظور فهناك توافق كبير بين الدولتين وكلانا نستهدف بالدرجة الأولى مصلحة الشعب الليبي واستقرار ليبيا الذي يكون من خلال المسار السياسي ولكن ضمن الأطر المتعلقة بالشرعية الدولية ودعم حكومة الوفاق الوطني لبسط الاستقرار على كل الأراضي الليبية".

وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد أكدّ كذلك في تغريدة على حسابه بتويتر أن العلاقات الإستراتيجية بين بلاده وتركيا تتعزز يوما بعد يوم.

ولا يمكن أن ينظر لزيارة وزير الدفاع التركي خلوصي اكار لطرابلس ولقائه برئيس حكومة الوفاق فايز السراج وبقياداته العسكرية خارج الترتيبات التركية القطرية في ليبيا.

وقالت حكومة الوفاق في بيان على صفحتها الرسمية بفيسبوك، إن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع في ليبيا، كما تطرقت إلى مجالات التعاون العسكري والأمني وبرامج بناء القدرات الأمنية والدفاعية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين سلطة الوفاق وأنقرة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إضافة إلى آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين.

وأشارت إلى أن الوفد التركي الذي يترأسه اكار ضم رئيس الأركان العامة الفريق أول ياشار غولار والسفير التركي لدى ليبيا السيد سرحان أكسن وعددا من القيادات العسكرية التركية، وحضر المحادثات عن الجانب الليبي كل من وزير الداخلية السيد فتحي باشاغا ووكيل وزارة الدفاع اصلاح الدين النمروش ورئيس الأركان العامة الفريق محمد الشريف وآمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي.

وعقب اللقاء توجه أكار وغولر لزيارة مقر التدريب والتعاون العسكري والأمني الذي جرى تشكيله في إطار مذكرة التفاهم.