تريث خليجي لإنجاح المصالحة في قمة تستضيفها السعودية

تأجيل القمة الخليجية في دورتها الـ41 إلى الخامس من يناير وعقدها في الرياض يأتي ضمن جهود مستمرة لتهيئة الظروف المناسبة وإعطاء دفعة قوية لبحث الخلافات العالقة والتحديات المطروحة السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية.
وزير الخارجية الكويتي يستضيف سفراء دول مجلس التعاون الخليجي
الكويت مستمرة على نهج الأمير الراحل في رأب الصدع
الطريق لحل الخلافات الخليجية سيحتاج لوقت وجهد أكبر لتعزيز وحدة مجلس التعاون

الكويت - قال وزير خارجية الكويت اليوم الخميس في تصريحات نشرت على موقع الوزارة على الإنترنت إن السعودية ستستضيف القمة الخليجية السنوية في دورتها الـ41 في الخامس من يناير/كانون الثاني وهي القمة التي كان من المفترض أن تُعقد في الشهر الحالي في العاصمة البحرينية المنامة وفق مقررات القمة الخليجية الأخيرة (في دورتها الـ40) التي عقدت العام الماضي في الرياض.

ولم يتضح سبب تأجيل عقد القمة ولا تغيير مكان انعقادها، لكن الواضح أن ثمة تريّث خليجي لتهيئة الظروف الملائمة لعقد قمة استثنائية في حضورها ومضمونها لإعطاء دفعة قوية لحل الخلافات العالقة والتأسيس لعلاقات أوثق بين المكون الخليجي ممثلا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويمنح تأجيل عقد القمة فسحة من الوقت لبحث مجمل الملفات والتحديات المطروحة السياسية والاقتصادية والأمنية.

ويبدو أيضا أن الطريق لحل الخلافات القائمة وتحديدا مع قطر سيكون طويلا وسيحتاج لجهد أكبر فثمة مطالب مشروعة لدول المقاطعة وثمة في المقابل مطالب قطرية وكلها يجري بحثها بشكل عام وسترحل إلى لجان مختصة لبحث كل ملف بتفصيلاته بدقة وبشكل يضمن تعزيز وحدة مجلس التعاون.

والواضح أن المحادثات التي وصفتها الكويت بالمثمرة وضعت المصالحة الخليجية على السكة لكن تحقيقها يبقى رهين مدى التجاوب القطري مع الشواغل الأمنية ومتطلبات المرحلة الراهنة حيث تحيط بدول الخليج اضطرابات إقليمية وأمنية.

وقالت مصادر مطلعة إن الاجتماع الخليجي سيؤجل إلى الشهر المقبل، بينما تعمل الأطراف، التي تخوض خلافا طويلا أدى إلى مقاطعة قطر، للعمل على الإعلان عن اتفاق ملموس لحل الأزمة.

وأكد وزير الخارجية الكويتي أن بلاده "مستمرة على نفس نهج أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والالتزام بالتضامن والوحدة الخليجية وذلك لما فيه خير وصالح شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، معلنا تطلعه لانعقاد القمة الخليجية فعليا بضيافة المملكة السعودية في الخامس من يناير(كانون الثاني) 2021.

وتحدث كذلك عن التحديات التي واجهت دول مجلس التعاون خلال جائحة كورونا لا سيما تلك المتعلقة بتقوية المنظومة الصحية وتعزيز مخزون الأمن الغذائي واختلالات التركيبة السكانية.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وعلاقات السفر مع قطر في منتصف عام 2017 بسبب اتهامات لها بدعم الإرهاب. وتنفي الدوحة الاتهامات وتقول إن الحظر يهدف للنيل من سيادتها.

وذكرت ثلاثة مصادر أنها تتوقع أن يحضر جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي القمة التي لم تضم أمير قطر وقادة الدول المقاطعة منذ 2017 وانعقاد القمة بحضور كافة قادتها سيكون تطورا مهما بكل ما يتضمنه من دلالات سياسية.

واستقبل وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح اليوم الخميس بحضور السفير الكويتي خالد الجارالله نائب وزير الخارجية، سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المعتمدين لدى دولة الكويت: السفير السعودي الأمير سلطان بن سعد بن خالد آل سعود والسفير القطري بندر بن محمد العطية والسفير البحريني صلاح علي المالكي والسفير العماني صالح بن عامر الخروصي والإماراتي خالد راشد المرشودي القائم بالأعمال بالإنابة.