تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من سوريا يثير مخاوف 'قسد'
دمشق - أثار انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، قلق قوات سوريا الديمقراطية ''قسد"، وسط مخاوف من عودة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ويتوقع مراقبون أن يؤدي تقليص الوجود العسكري الأميركي في سوريا إلى تراجع الضغوط على التنظيمات الإرهابية، مما يمكنها من إعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات جديدة.
كما ستصبح قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في محاربة داعش، أكثر عرضة للتهديدات التركية وهجمات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه.
وينتظر أن تضطر القوات الكردية والعربية في شمال شرق سوريا إلى السعي لتسويات سياسية مع النظام السوري لضمان بقائها وحماية مناطقها.
ويعكس الانسحاب الأميركي من سوريا جزءًا من استراتيجية أوسع لتقليص التواجد العسكري في مناطق النزاع، والتركيز على قضايا داخلية أو تحويل الموارد نحو مناطق أخرى تعتبرها واشنطن أكثر أهمية لأمنها القومي، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مواجهة الصين.
ويعتقد أن تستفيد الحكومة السورية من هذا الانسحاب لتعزيز سيطرتها على المزيد من الأراضي، خاصة في شرق الفرات.
ووجد مراسلو رويترز الذين زاروا قاعدتين أميركيتين الأسبوع الماضي أنهما مهجورتان في الغالب، وتحرسهما وحدات صغيرة من قسد، وهي مجموعة عسكرية يقودها الأكراد ودعمتها واشنطن في الحرب ضد "داعش" لعشر سنوات.
وأزيلت الكاميرات المستخدمة في القواعد التي تقيم فيها قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، كما بدأت الأسلاك الشائكة على المحيط الخارجي تنثني.
وقال سياسي كردي يقيم في إحدى القاعدتين إنه لم يعد هناك أي قوات أميركية. وقال حراس تابعون لقسد في القاعدة الثانية إن الجنود غادروا في الآونة الأخيرة، لكنهم أحجموا عن تحديد وقت المغادرة.
وهذا أول تأكيد ميداني على انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتي استراحة الوزير وتل بيدر في منطقة الحسكة. وبذلك، يرتفع عدد القواعد الأميركية التي غادرتها القوات في سوريا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع على الأقل.
وقالت إدارة ترامب هذا الشهر إنها ستقصر وجودها العسكري في سوريا على قاعدة واحدة من ثماني في أجزاء من شمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أبريل/نيسان أن القوات قد تنخفض من 2000 إلى 500 جندي في إطار الانسحاب.
ولم ترد قوات سوريا الديمقراطية على أسئلة عن العدد الحالي للقوات والقواعد الأميركية العاملة حاليا في شمال شرق سوريا، لكن قائد ''قسد" مظلوم عبدي، الذي تحدث لرويترز من قاعدة أخرى هي الشدادي، قال إن وجود بضع مئات من الجنود في موقع واحد "لن يكون كافيا" لاحتواء تهديد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع "زاد تهديد زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة. لكن هذه هي خطة الجيش الأميركي. نحن على علم بذلك منذ فترة طويلة... ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات وللتأكد من قدرتنا على مواصلة الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية".
وتحدث عبدي لرويترز يوم الجمعة، بعد ساعات من شن إسرائيل حربها الجوية على إيران. وأحجم عن التعليق على كيفية تأثير الصراع على سوريا، قائلا إنه يأمل ألا تمتد إلى هناك، وأنه يشعر بالأمان في القاعدة الأميركية.
وبعد ساعات من المقابلة، قال مصدران أمنيان من "قسد" إن ثلاثة صواريخ إيرانية الصنع استهدفت قاعدة الشدادي وأسقطتها أنظمة الدفاع الأميركية.