تسريب للغنوشي يكشف حجم خلافه مع سعيد

راشد الغنوشي مستاء من مواقف الرئيس التونسي بخصوص الملف الليبي ويتهمه بعدم معرفته بتفاصيل الأزمة الليبية.
رئيس البرلمان استعمل عبارات مهينة بحق قيس سعيد
الغنوشي يحاول التاثير على قيس سعيد لتغيير مواقفه بخصوص الازمة الليبية
قيادات في النهضة طالبت بالتحقيق لكشف المتورطين في التسريب

تونس - مثل الملف الليبي محور الخلاف بين رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والرئيس التونسي قيس سعيد في ما يتعلق بالسياسة الخارجية اضافة الى تباين المواقف من الملفات الداخلية خاصة فيما يتعلق بتغيير النظام السياسي.
وظهر الغنوشي مصرا على موقفه الرافض لسياسات الرئيس سعيد ومساعيه لاحداث توازن في الشأن الليبي بعد ان تورطت حركة النهضة في  جر البلاد الى لعبة المحاور والانخراط في المشروع التركي القطري.
وفي هذا الصدد نشرت عدد من وسائل الإعلام على غرار إذاعة موزاييك الخاصة تسريبا للغنوشي اثناء اجتماع مجلس شورى النهضة السبت الماضي وهو يهاجم الرئيس سعيد بسبب تصريحاته حول الازمة الليبية.
واتهم الغنوشي في التسجيل وهو يتحدث مع قيادات مجلس الشورى الرئيس بعدم المامه بالشأن الليبي وبان حديثه على تشريك القبائل الليبية في حل الأزمة غير واقعي وغير قابل للتطبيق.
كما كشف الغنوشي في التسجيل انه اتصل بالرئيس سعيد في احتفال انبعاث الجيش الوطني الأسبوع الماضي في محاولة لإصلاح العلاقة بينه وبين حكومة الوفاق بعد التصريحات الأخيرة في باريس.
لكن الأخطر في التسجيل هو استخدام راشد الغنوشي عبارة مهينة ضد الرئيس سعيد في محاولة للتقليل من شانه ومن قدرته على استيعاب الخلاف الليبي.

وكان سعيّد دعا الأسبوع الماضي خلال زيارته الى فرنسا إلى إرساء شرعية جديدة في طرابلس محل الشرعية المؤقتة الحالية في إشارة الى حكومة فائز السراج، ما يدل على بوادر تغيّر في الموقف التونسي من الأزمة الليبية. 
وتعرض سعيد الى انتقادات حادة من قبل اخوان ليبيا واخوان تونس على حد سواء وصلت الى حد توجيه تهديدات لكن سعيد ظهر مصرا على مواقفه السياسية الرافضة للتدخلات الاجنبية في ليبيا ما اثار تاييدا داخليا وخارجيا.
وعبر الرئيس التونسي مرارا عن رفضه انتهاك صلاحياته على خلفية توجيه الغنوشي التهنئة لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج عقب سيطرة الميليشيات على قاعدة الوطية الجوية الشهر الماضي ما اثار انتقادات واسعة وصلت الى حد المطالبة بسحب الثقة منه في البرلمان.
وقال قيس سعيد في خطاب موجه للغنوشي بمناسبة عيد الفطر الشهر الماضي" بانه الرئيس الوحيد لتونس في الداخل وفي الخارج".
وكانت كتل سياسية طالبت الرئيس قيس سعيد بوضع حد لتجاوزات الغنوشي وحزبه عقب تقديم رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي لائحة لرفض التدخلات الاجنبية وخاصة التركية في ليبيا.
وليست هذه المرة الاولى التي يسقط فيه قيادات النهضة في فخ التسريبات حيث اثار الغنوشي جدلا حينما اكد ابان حكم الترويكا اثر اجتماعه مع قيادات سلفية بان الجيش الوطني والامن غير مضمونان في اشارة الى مخاوفه من المؤسستين العسكرية والامنية في تونس.
كما تداولت صفحات التواصل الاجتماعي تسريبا للقيادي السابق في النهضة عبدالفتاح مورو وهو يتحدث مع الداعية الإسلامي وجدي غنيم بعد الثورة على ضرورة السيطرة على ابناء التونسيين لغسل ادمغتهم والتأثير عليهم في غفلة من عائلاتهم وان ذلك يتم عبر مراحل.

وامام بروز ظاهرة التسريبات في اجتماع قادة النهضة طالب عضو مجلس الشورى سيد الفرجاني بضرورة تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الجهات المسؤولة عن التسريب وهو ما يشير الى وجود انشقاقات وخلافات داخلية في النهضة وربما اختراقات من جهات معينة.