تسوية تجارية بين واشنطن وبكين تثير مخاوف فرنسا

فرنسا تحذر من أن أوروبا قد تدفع الثمن في حال عقدت الولايات المتحدة والصين اتفاقا تجاريا بعد حل خلافاتهما.

الصين تقبل بمبدأ خفض العجز التجاري الأميركي تجاهها
الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ اجراءات مضادة ضد واشنطن
فرنسا تتخوف من تسوية بين واشنطن وبكين على حساب أوروبا

باريس - حذر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الأحد من أن أوروبا قد تدفع الثمن في حال إبرام اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة وذلك بعد حل خلافاتهما على ما يبدو.

وقال الوزير الفرنسي أثناء برنامج مشترك لإذاعة أوروبا 1 وصحيفة لي زيكو وشبكة سي نيوز "قد يحصل الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على حساب أوروبا إذا لم تكن أوروبا قادرة على اظهار الحزم".

وأضاف "تريد الولايات المتحدة أن تدفع أوروبا والبلدان الأوروبية ثمن سوء تصرفات الصين. وهذا مناف للمنطق وغير مفهوم إطلاقا بالنسبة للحلفاء".

وقبلت الصين بمبدأ خفض العجز التجاري الأميركي تجاهها. وأعلنت بكين وواشنطن السبت التوصل "إلى تفاهم لاتخاذ تدابير من أجل خفض عجز الولايات المتحدة في مجال تبادل السلع مع الصين إلى حد كبير".

وتفرض واشنطن على الصين منذ نهاية مارس/آذار  رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على صادرات الصلب إلى الولايات المتحدة وبنسبة 10 بالمئة على صادرات الالمنيوم.

وبحسب برونو لو مير فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "كان واضحا جدا: لا يمكن القيام بأي شيء ما لم يحصل اعفاء نهائي وتام من الرسوم الأميركية".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 8 مارس/اذار 2018 فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب و10 بالمئة على وارادات الالمنيوم مع اعفاء بعض الشركاء على غرار كندا والمكسيك. كما أعفى الاتحاد الأوروبي بشكل مؤقت.

وصدّر الاتحاد الأوروبي ما قيمته 5.3 مليارات يورو من الصلب و1.1 مليار يورو من الالمنيوم إلى الولايات المتحدة في 2017.

وأبلغت المفوضية الأوروبية الجمعة المنظمة العالمية للتجارة بأن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ اجراءات مضادة تتعلق بسلسلة من المنتجات الأميركية الشهيرة على غرار الجينز والويسكي إذا فرضت واشنطن رسوما جمركية على منتجاتها من الصلب والالمنيوم.

الواردات الأميركية من الصين
تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة

وتعهد قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في صوفيا عقدت الخميس الماضي برفض كافة المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة ما لم تمنحهم واشنطن اعفاء دائما من رسوم جمركية على معادن من المقرر البدء بتطبيقها في الأول من يونيو/حزيران.

وفيما يبدو تحفيزا لوزير التجارة الأميركي ويلبر بوس - المفاوض العنيد عن إدارة ترامب -- طرحوا أفكارا يمكن البناء عليها إذا تم اعفاء أوروبا من الرسوم.

وكإجراء احترازي في حال عدم التوصل إلى حل، أعدت أوروبا رسوما عقابية على واردات أميركية بينها سلع ذات رمزية كبيرة مثل دراجات هارلي-ديفيدسون النارية وويسكي البوربون.

الأوروبيون منفتحون على محادثات تجارية مع أميركا لخفض الرسوم على منتجات صناعية

وسيبدأ تطبيق التدابير رسميا الشهر المقبل، لكن الأوروبيين التزموا في الوقت الحالي بعدم استخدامها فيما لا تزال المفاوضات مع الولايات المتحدة جارية، خشية اندلاع حرب تجارية.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي على هامش المحادثات في صوفيا "إن الموقف الاوروبي متوازن بين من لديهم موقفا أكثر تأييدا للمواجهة وأولئك الذين يرغبون في الحفاظ على الجسور والحوار مع الولايات المتحدة".

وطرح القادة الأوروبيون بعض الافكار وقالوا إنهم منفتحون على محادثات تجارية مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم على منتجات صناعية محددة، لكن ليس زراعية، وأسواق المشتريات بشكل عام.

وسيتمحور الاتفاق "المحدود" بشكل خاص على السيارات وهي قطاع استراتيجي يركز عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العديد من التغريدات.

ويفرض على السيارات الأميركية المباعة في الاتحاد الاوروبي رسوما جمركية قيمتها 10 بالمئة، فيما تفرض واشنطن رسوما نسبتها 25 بالمئة على الشاحنات الأوروبية الكبيرة والصغيرة. لكن الرسوم الجمركية بين الجانبين تبقى متدنية عموما بمعدل 3 بالمئة.

وأي محاولة للتفاوض على اتفاق تجاري، مهما كان صغيرا، يتطلب تفويضا من دول الاتحاد. وتؤيد ألمانيا التي تعتبر عملاق التصدير، بدء الاجراءات خلافا لفرنسا.

وفي جميع الحالات، يصر قادة الاتحاد الأوروبي على عدم وجود فرصة لإعادة اطلاق محادثات الشراكة عبر الأطلسي، اتفاقية التجارة الرئيسية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي نسفها ترامب لدى توليه الرئاسة.