تشاد تشكّل قوة مشتركة لضبط الحدود مع ليبيا

القوة المشاركة في مكافحة تهريب المخدرات ستسمح بـ"نزع الأسلحة في المنطقة وضمان أمن الحدود ومطاردة اللصوص والإرهابيين".

عدة مجموعات تشادية متمردة أقامت قاعدتها في جنوب ليبيا
متمردون تشاديون تسللوا مرارا من ليبيا إلى شمال شرق تشاد
فراغ أمني في جنوب ليبيا أتاح انتشار مجموعات إجرامية وإرهابية

نجامينا - قررت الحكومة التشادية إنشاء قوة أمن مشتركة في تيبستي شمال البلاد لضمان أمن الحدود مع ليبيا المنطقة الصحراوية التي ينشط فيها المهربون والمتمردون والمنقبون عن الذهب غير الشرعيين.

وفي زيارة إلى المنطقة أعلن الاثنين الوزير التشادي للأمن العام محمد صلاح عن هذه القوة المشتركة التي ستضم عناصر من الدرك والشرطة والجيش التشادي.

وتنتشر في المنطقة الشاسعة في الجانب الليبي ميليشيات تشادية يقودها المتمردون تقاتل بعضها ضمن فصائل ليبية مسلحة وتمارس أخرى أنشطة إجرامية وإرهابية منها النهب وتهريب البشر والمخدرات .

وهذه القوة المشاركة في مكافحة تهريب المخدرات ستسمح أيضا بـ"نزع الأسلحة في المنطقة وضمان أمن الحدود ومطاردة اللصوص والإرهابيين".

وشمال تشاد على الحدود مع السودان وليبيا والنيجر، منطقة غير مستقرة في الساحل وغير مأهولة يصعب السيطرة عليها.

وأقامت عدة مجموعات تشادية متمردة قاعدتها في جنوب ليبيا المجاور بحيث يمكنها أن تتوغل في أراضي تشاد وقد توغلت في السابق في أكثر من مرة.

ومقر قيادة هذه القوة المشتركة الجديدة في منطقة كوري بوغودي الواقعة في شمال غرب تشاد، حيث تدور مواجهات بين المنقبين عن الذهب غير الشرعيين والجيش في الأشهر الأخيرة.

ومطلع آذار/مارس استعاد الجيش عدة مواقع للتنقيب عن الذهب في هذه المنطقة لحساب الحكومة، قرّر على إثرها  وزير الأمن العام إغلاق الحدود مع ليبيا.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني تسلل متمردون تشاديون من ليبيا إلى شمال شرق تشاد. وساهمت ضربات فرنسية في وقف تقدم الرتل.

وأعلنت رئاسة الأركان الفرنسية حينها أن طائراتها الحربية شنّت من جديد ضربات في شمال شرق تشاد استهدفت رتل آليات لأسلحة ثقيلة قادم من ليبيا، وكان قد استهدفه الفرنسيون والتشاديون من قبل.

وأوضحت رئاسة الأركان الفرنسية في بيان أن "السلطات التشادية والفرنسية قررت شنّ ضربات نفذتها طائرات من طراز ميراج 2000 في 5 و6 فبراير (شباط)"، مشيرة إلى أن الضربة التي نفذتها "طائرات ميراج 2000 التي انطلقت من قاعدة نجامينا بدعم طائرة ريبر من دون طيار، أتاحت في المجمل وضع حوالى عشرين آلية خارج نطاق القتال"، من أصل حوالي خمسين آلية كان يضمها الرتل في البداية.

وأضاف البيان أن تلك "التدخلات التي نُفذت بناء على طلب السلطات التشادية، أجريت بطريقة متناسبة ومتدرجة ودقيقة".

وتتألف القافلة المستهدفة من أعضاء من اتحاد قوى المقاومة وهو مجموعة مسلحة قامت بمحاولة انقلاب عام 2008 إلا أنها أوقفت عند بوابات القصر الرئاسي في نجامينا بفضل دعم الحليف الفرنسي.

وقال متحدث باسم اتحاد قوى المقاومة يوسف حميد من المنفى "نحن نتقدم في منطقة الحدود التشادية مع السودان في هضبة إينيدي".

وبررت رئاسة الأركان الفرنسية قصفها بأن "توغل هذا الرتل المسلح في عمق الأراضي التشادية كان من شأنه زعزعة استقرار هذا البلد".

ووصفت القوات المسلحة التشادية بأنها "شريك أساسي لفرنسا في مكافحة الإرهاب في مالي في صلب البعثة الأمميّة في مالي (مينوسما) وكذلك في صلب القوات المشتركة في دول مجموعة الساحل الخمس من خلال التزامها ضد بوكوحرام" الجماعة الإسلامية المتشددة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويخوض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر معركة في جنوب ليبيا لتطهير المنطقة من ميليشيات تشادية مسلحة وجماعات متطرفة وعصابات تنشط في التهريب وتجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر.