تشاد تعلن حالة الطوارئ الغذائية وتحذير أممي من 'إعصار مجاعة'

تشاد تعلن حالة الطوارئ الغذائية في إجراء يأتي بينما ترخي حرب روسيا في أوكرانيا بظلال ثقيلة على إمدادات الغذاء للعالم خاصة لإفريقيا التي تعاني أصلا من أزمة غذاء مزمنة.
تواجه معظم الدول الافريقية تخشى الأمم المتحدة "إعصار مجاعة" خصوصا في بلدان
بلدان إفريقية تستورد أكثر من نصف استهلاكها من القمح من أوكرانيا أو روسيا
حرب أوكرانيا تؤجج مخاوف تشاد من أزمة غذائية

نجامينا - اضطرت تشاد إلى إعلان "حالة طوارئ غذائية" بسبب "التدهور المستمر للوضع الغذائي" نتيجة الحرب في أوكرانيا، وفق مرسوم صدر الخميس في البلد الذي تصنفه الأمم المتحدة ثالث أقل دولة نموا في العالم.

ويأتي هذا الإعلان بينما يكابد المجلس العسكري الانتقالي بقيادة محمد إدريس ديبي إتنو الذي تولى السلطة في أبريل/نيسان 2021 خلفا لوالده الرئيس إدريس ديبي الذي قتل في هجوم للمتمردين، لإرساء الاستقرار الأمني.

ومن شأن تفشي المجاعة أن يفجر اضطرابات اجتماعية خطيرة ليس في تشاد لوحدها بل في معظم الدول الإفريقية التي تعاني من أزمات مزدوجة أمنية وغذائية.

وأفادت الأمم المتحدة عام 2021 أن 5.5 ملايين تشادي، أي أكثر من ثلث سكان البلد غير الساحلي الواقع في وسط إفريقيا، بحاجة إلى "مساعدات إنسانية عاجلة". وتفاقم الوضع بسبب الحرب في أوكرانيا مع تعطيل روسيا تصدير الحبوب الأوكرانية.

ويشير المرسوم الذي وقعه رئيس المجلس العسكري الحاكم محمد إدريس ديبي إيتنو إلى "الخطر المتزايد الذي يتعرض له السكان إذا لم يتم تقديم مساعدات إنسانية بما في ذلك المساعدات الغذائية"، مضيفا أن "الحكومة تدعو كلّ الفاعلين الوطنيين والشركاء الدوليين لمساعدة السكان".

وأدى هجوم روسيا على أوكرانيا (تشكلان معا 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية) إلى ارتفاع أسعار الحبوب والزيوت التي تجاوزت أسعارها تلك المسجلة خلال ما عرف بالربيع العربي عام 2011 وأعمال الشغب بسبب الغذاء عام 2008.

وتخشى الأمم المتحدة "إعصار مجاعة" خصوصا في بلدان إفريقية تستورد أكثر من نصف القمح الذي تستهلكه من أوكرانيا أو روسيا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إنه فضلا عن تدمير أوكرانيا، فإن الحرب التي أطلقتها روسيا في نهاية فبراير/شباط "تثير أيضا أزمة عالمية ثلاثية الأبعاد تتعلق بالغذاء والطاقة والتمويل تثقل كاهل الشعوب والبلدان والاقتصادات الأكثر ضعفا".

والخوف من أزمة غذاء كبيرة ملموس خصوصا في إفريقيا حيث تضرر في العديد من البلدان السكان الفقراء بشكل مباشر من ارتفاع الأسعار الذي لا تستطيع الدول كبحه بسبب نقص الموارد المالية. كما أن ملايين السكان معرضون لتهديد مباشر من المجاعات كما في القرن الإفريقي الذي يشهد موجة جفاف رهيب.

وتسود المخاوف من حرب طويلة تعطل إمدادات الغذاء للعالم خاصة لافريقيا التي تعاني منذ عقود من أزمات مشابهة.

وتهدد حرب روسية طويلة الأمد في أوكرانيا بتفجير الأوضاع في عدة مناطق في العالم بسبب الارتفاع القياسي لأسعار المواد الغذائية، لكن تبقى إفريقيا البيئة الأكثر عرضة لهزات اجتماعية خطيرة ولموجات جوع على اعتبار أن كثيرا من مناطقها تعاني أصلا من سوء الأمن الغذائي. 

وقد حذّر صندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان الماضي من "اضطرابات اجتماعية" في دول إفريقيا جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يثير خشية من موجة "أعمال شغب بسبب الجوع".

ونبّهت المؤسسة ومقرها في واشنطن في تقرير إقليمي الخميس من أن "المخاوف بشأن الأمن الغذائي زادت بشكل كبير" مع الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما فاقم "مخاطر الاضطرابات الاجتماعية" في البلدان الفقيرة.

وقال مدير قسم إفريقيا بصندوق النقد الدولي أبيبيه آمرو سيلاسي "نشعر بقلق بالغ إزاء الارتفاع الأخير في أسعار الغذاء والوقود" في القارة، مشيرا إلى مخاطر "الاحتجاجات الاجتماعية".

وتابع "هذه الصدمة تصيب خصوصا الأشد فقرا عبر زيادة أسعار المواد الغذائية والوقود والمواصلات بشكل عام".

والارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية غير مسبوق، فقد بلغ مستوى مرتفعا جديدا في مارس/اذار متجاوزا مستواه القياسي السابق عام 2011، وفق مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والذي يتضمن أسعار الزيوت النباتية والحبوب ومنتجات الألبان.

وارتفاع أسعار القمح "مثير للقلق بشكل خاص" وفق تقرير صندوق النقد الدولي المعنون "صدمة جديدة ومجال ضئيل للمناورة" وذلك لأن دول إفريقيا جنوب الصحراء تستورد 85 بالمئة من الحبوب التي تستهلكها بكميات عالية خصوصا في تنزانيا وساحل العاج والسنغال وموزمبيق.