تصاعد الإدانة الدولية لاعتداءات إسرائيل على فلسطينيي القدس

المواجهات تأتي بعد تصاعد التوتر في القدس بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية بعض أجزاء البلدة القديمة خلال رمضان، وفي خضم معركة قضائية حول إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
الامارات تدين بشدة ممارسات إسرائيل في المسجد الاقصى
الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات الاسرائيلية إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر في القدس
السعودية ترفض إجراءات الإخلاء الإسرائيلية بحق المقدسيين
القوات الإسرائيلية تعتقل 13 فلسطينيا في القدس

القدس - أسفرت الصدامات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في القدس الشرقية ليل الجمعة السبت عن أكثر من 220 جريحا في حصيلة جديدة، في تصعيد اعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما بشأنه، ودانته دول إقليمية.
وأطلقت "لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل"، وهي هيئة تمثيلية لعرب اسرائيل، دعوات إلى التظاهر السبت تضامنا مع فلسطينيي القدس.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية لمكافحة الشغب الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في مواجهة الفلسطينيين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات والمفرقعات حول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الموقع الذي يقول اليهود إنه بني فوق الهيكل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 17 ضابطا جرحوا. وصرح الهلال الأحمر الفلسطيني أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، موضحا أنه أعدّ مستشفى ميدانيا بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات.
والسبت اعتقلت القوات الإسرائيلية 13  فلسطينيا من مدينة القدس حيث نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا)  عن شهود عيان قولهم إن "الاعتقالات جاءت بعد مداهمة قوات الاحتلال عددا من المنازل في البلدة القديمة، وفي أحياء الصوانة، والعيسوية، وراس العامود، وسلوان".
وأشار الشهود إلى أن تلك القوات داهمت منزل مسؤول الشبيبة الفتحاوية في العيسوية محمد محمود، ولكنها لم تجده في المنزل.
وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان.
وتأتي هذه الصدامات بينما تصاعد التوتر في القدس في الأسابيع الأخيرة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية بعض أجزاء البلدة القديمة خلال رمضان، وفي خضم معركة قضائية حول إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين يهود.
وقالت الولايات المتحدة إنها "قلقة جدا" إزاء ما يحصل.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية "من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل، بالقول والفعل".
وأضاف البيان "إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لا سيما أن عددا منها عاشت في هذه المنازل على مدى أجيال".
ودعت الجانبين إلى "تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات" بما في ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والاستيطان، و"الأعمال الإرهابية".
وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من عمليات الإخلاء القسري، معتبرة أنها قد ترقى إلى مستوى "جرائم حرب".
ودعا الاتحاد الأوروبي السبت السلطات الى التحرك "بشكل عاجل" لخفض التوتر في القدس.
وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان "العنف والتحريض غير مقبولين"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس".
وأضاف "على القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر".
وحث منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند في تغريدة على تويتر جميع الأطراف على "احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس من أجل السلام والاستقرار". وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية" الصدامات وأعرب عن "دعمه الكامل لأبطالنا في الأقصى".
اعتداء همجي

القوات الاسرائيلية مراست الاستفزاز بحق الفلسطينيين في القدس
القوات الاسرائيلية مراست الاستفزاز بحق الفلسطينيين في القدس

في ردود الفعل، أكدت السعودية السبت رفضها لخطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رفض المملكة "لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".
ودانت الرياض "أي إجراءات أحادية الجانب وأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، وكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما دانت الإمارات، التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل العام الماضي، "بشدة" بالاشتباكات وعمليات الإخلاء المحتملة، في بيان لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية خليفة المرر، وحثت السلطات الإسرائيلية على "خفض التصعيد".
وجاء في البيان أن "الإمارات (تؤكد) ضرورة تحمّل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك".
اتفقت الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات العام الماضي في إطار اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة.
من جهتها، أعربت وزارة خارجية البحرين التي كانت وقعت في 15 أيلول/سبتمبر 2020 اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عن "استنكارها الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى".
ودعت المنامة الحكومة الإسرائيلية إلى "وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على منع قواتها من التعرض للمصلين في هذا الشهر الفضيل".
ودانت قطر "بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداءها الوحشي على المصلين".
ودان الأردن ليل الجمعة السبت "الاعتداء الهمجي" الإسرائيلي في القدس، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف "التصعيد والانتهاكات" التي ترتكبها الدولة العبرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز في بيان إن "اقتحام الحرم والاعتداء على المصلين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض"، مطالبا السلطات الإسرائيلية ب"إخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم فورا وترك المصلين الآمنين لتأدية الشعائر الدينية بكل حرية في ليالي رمضان المباركة".
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن "بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين"، مؤكدةً "ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية".
وتزامنت هذه الصدامات مع "يوم القدس" الذي يصادف في يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان، وهي مناسبة قال خلالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي في خطاب ألقاه في طهران أمس إنّ إسرائيل "ليست دولة بل هي معسكر إرهابي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى"، متوقعا مرة جديدة "زوالها".
وتظاهر الآلاف في عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة حتى باكستان تضامنا مع الفلسطينيين.
والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية العام 2000 بعد أن زار رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون الأقصى.