تصاعد الدعوات العربية لتزويد الفلسطينيين بالسلاح

انتقد مشاركون في المؤتمر القومي العربي الثاني عشر الذي يعقد بالبحرين، تردد الدول العربية وعجزها عن مساعدة الفلسطينيين وأجمعوا على ضرورة دعم الفلسطينيين بالسلاح كي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم ومقاومة اسرائيل.
وقال مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي ان "كل اشكال الدعم مطلوبة الان" للفلسطينيين لكن السلاح هو "الاهم في الوقت الحاضر" لكي يتمكنوا من مواجهة الحرب التي يشنها عليهم رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون.
وقال الموسوي: "السؤال الان..ماذا يمكن القيام به للدفاع عن الفلسطينيين..؟ كل اشكال الدعم مطلوبة لكن العنصر الحاسم في المواجهة الان هو ان يتمكن الفلسطينيون من الحصول على سلاح كاف ونوعي لمواجهة الحملة الاسرائيلية".
ورأى الموسوي ان العوائق التي تقف الان امام ايصال السلاح للفلسطينيين "لن تبقى على حالها" لان تصاعد الغضب في الشارع العربي سيدفع الحكومات العربية للتحرر من هذه القيود".
وقال "عندما يرتفع منسوب الغضب في الشارع العربي، ستكون الحكومات اكثر تحررا من القيود التي تعيق ايصال السلاح للفلسطينيين.. ما ندعو اليه هو ان تقوم الجهود في كل قطر بشكل موحد لتحرير القرار السياسي في هذا الجزء المتعلق بامداد الفلسطينيين بالسلاح".
واستدرك الموسوي قائلا ان هذه " ليست دعوة للانقلاب ولا للحرب" بل" دعوة لتحرير الذات".
وردا على سؤال حول التبعات المحتملة لعمليات قد يشنها حزب الله ضد القوات الاسرائيلية في مزارع شبعا، قال الموسوي ان اسرائيل " ما تزال تحتل اراض لبنانية ومن الطبيعي ان تستمر المقاومة وعندما تريد اسرائيل ان تقوم بعمل عسكري فانها ستفتعل الذريعة ولن تحتاج لمبررات مثلما فعلت عندما اجتاحت لبنان في عام 1982 بحجة تعرض سفيرها في لندن لمحاولة اغتيال".
ومن جهته، قال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي الذي يشارك في المؤتمر ان هدف هذه الحرب التي تشنها اسرائيل ضد الفلسطينيين تستهدف كسر الارادة الفلسطينية وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية وتمرير مخطط للقضاء على الهوية الفلسطينية باعادة احتلال الارض التي خرجت منها بعد اتفاق اوسلو".
واكد التميمي ان حكومة شارون "استغلت الادارة الاميركية الحالية لتنفيذ هذا المخطط، وهي لا تريد اي سلام بأي شكل".
ورأى التميمي ان الخطر على حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "خطر قائم" مشددا على انه لا يستبعد ان يقدم شارون على "الجريمة التي تمنى تنفيذها وهي قتل ياسر عرفات".
لكنه رأى ان تبعات عملية مثل هذه هي وحدها التي تمنع شارون من الاقدام عليها مؤكدا انه "اذا اقدم شارون على هذه الجريمة فان الامور ستنفجر في المنطقة ولا يمكن ان تضبط بأي شكل".
ورأى وزير شئون اللاجئين الفلسطيني السابق اسعد عبدالرحمن ان على قادة الدول العربية التي ما تزال ترتبط بعلاقات مع اسرائيل ان يبادروا بالذهاب الى رام الله لتشكيل درع بشري حول رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال عبدالرحمن ان الدول العربية التي ما تزال ترتبط بعلاقات مع اسرائيل تملك عدة خيارات للضغط على اسرائيل لوقف حربها ضد الفلسطينيين اما بقطع العلاقات معها او استدعاء السفراء مثلا.
وقال "بامكان زعماء هذه الدول وانا اتحدث عن ثلاثة يمكنهم ان يستقلوا طائرة ويذهبوا الى رام الله لتشكيل درع بشرية حول عرفات بحكم علاقاتهم الدبلوماسية بهذا يمكنهم ان يحموا عرفات وان يحققوا شعبية وهزة دبلوماسية لا سابق لها".
واضاف عبدالرحمن ان الدول العربية التي لا ترتبط باي علاقات مع اسرائيل بامكانها ان "تعلن عودتها عن طريق السلام طالما ان اسرائيل عادت عن طريق السلام".
ورأى القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر ان على الدول العربية ان تتحدث بلغة مختلفة الان مع الولايات المتحدة مشددا على ان الاسرائيليين لن ينجحوا في مساعيهم لارغام عرفات على " قبول مالم يقبله في السابق".
وقال عمر "بامكانهم ان يحدوا من التجارة مع واشنطن او يستدعوا السفراء للتشاور او ان يقولوا للاميركيين اننا لم نعد اصدقاء.. ان يتيحوا المجال للشارع العربي كي يعبر عن وجهة نظره.. الشارع العربي والرأي العام العالمي اصبح عنصرا جديدا في المسألة.. لن يستطيع الاسرائيليون الوقوف امام العالم كله".
واكد عمر تأييده لتزويد الفلسطينيين بالسلاح لان هذا "حق مشروع لاي مقاومة ضد الاحتلال".
يذكر انها المرة الاولى التي يعقد فيها المؤتمر القومي العربي الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية ويضم ناشطين ورؤساء احزاب قومية عربية، في دولة خليجية.