تصاعد معركة لي الأذرع بين ترامب والصحافة الأميركية

200 مجموعة صحافية تتفق على القيام بحملة موحدة مضادة للرئيس الأميركي الذي يهاجم وسائل الإعلام دائما، لتذكره بأن الدستور الأميركي يضمن حريتها تماما، فيما تم الاتفاق على مواقع التواصل الاجتماعي على إطلاق وسم #لسنا أعداء أحد#.

43 بالمئة من الجمهوريين يؤيدون منح ترامب سلطة إغلاق وسائل إعلام
ترامب دأب على وصف الصحافة الأميركية بـ"عدوة الشعب"
الصحافة الأميركية تعتبر هجمات ترامب حربا ضد حرية التعبير

واشنطن - تستعد الصحافة الأميركية لشن هجوم مضاد على الرئيس دونالد ترامب الذي لا يتردد بوصفها بـ"عدوة الشعب" ولتذكره بأن الدستور الأميركي يضمن حريتها تماما.

واتفقت نحو 200 مجموعة صحافية على أن يتم الخميس نشر افتتاحيات تشدد على أهمية استقلال وسائل الإعلام. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تم الاتفاق على إطلاق وسم #لسنا أعداء أحد#.

وأطلقت صحيفة بوسطن غلوب هذه الحملة ردا على اتهامات ترامب لوسائل الإعلام بأنها لا تحمل سوى "الأخبار الكاذبة" بمجرد أن تنتقده، أو لا تؤيد سياسته. ووصل الأمر بترامب إلى وصف وسائل الإعلام بأنها "العدو" أو "عدو الشعب".

ودعت بوسطن غلوب كل وسائل الإعلام في البلاد إلى التنديد في افتتاحياتها بـ"هذه الحرب الوسخة على الصحافة الحرة".

كما اعتبر المدافعون عن حرية الصحافة أن تصريحات ترامب تضرب دور السلطة المضادة التي تمارسه الصحافة وتتعارض مع المادة الأولى من الدستور الأميركي التي تضمن حرية التعبير وتحمي حقوق الصحافيين.

وقال في هذا الصدد كين بولسون رئيس التحرير السابق ليومية يو اس ايه توداي وأحد المسؤولين في "نيوزيوم" متحف المعلومات في واشنطن "لا يمكن للصحافة أن تقف مكتوفة اليدين، عليها أن تدافع عن نفسها عندما يحاول الرجل الأكثر نفوذا في العالم إضعاف المادة الأولى من الدستور".

إلا أنه سعى إلى التقليل من فعالية هذه الخطوة عندما أضاف "أن الأشخاص الذين سيقرؤون الافتتاحيات ليسوا بحاجة لمن يقنعهم. إنهم ليسوا الذين يصرخون ضد الصحافيين خلال الاجتماعات الرئاسية".

واعتبر أن على وسائل الإعلام بمواجهة هجمات البيت الأبيض تطوير حملة "تسويق" أوسع للتشديد على أهمية الصحافة الحرة كونها من القيم الأساسية للبلاد.

إلا أن مبادرة الخميس يمكن من جهة ثانية، أن تدفع أنصار الرئيس إلى التعبئة لدعمه معتبرين أنها الدليل على انحياز وسائل الإعلام ضده.

وغرد مايك هاكابي الحاكم الجمهوري السابق والمعلق في شبكة "فوكس نيوز" المحافظة القريبة من ترامب "إن وسائل الإعلام تشن هجوما مدروسا أكثر من أي وقت مضى ضد دونالد ترامب وضد نصف البلاد من الذين يدعمونه".

واعتبر جاك شيفر من صحيفة "بوليتيكو" المعروف بانتقاده لترامب أن هذه الحملة "قد يكون لها تأثير معاكس فتقدم لترامب الدليل على أن الصحافة الوطنية تحشد بهدف وحيد هو الوقوف بوجهه".

ويعتبر المدافعون عن وسائل الإعلام أن هجمات ترامب المتكررة على الأخيرة شجعت على تنامي المخاطر ضد الصحافيين ويمكن أن تؤدي إلى قيام جو معاد يدفع إلى وقوع اعتداءات، مثل الاعتداء الذي استهدف "كابيتال غازيت" في آنابوليس في ولاية ميريلاند في نهاية يونيو/حزيران عندما قتل خمسة أشخاص برصاص شخص كان على خلاف مع الصحيفة.

وأفاد استطلاع أجرته مؤسسة "ايبسوس" بأن 43 بالمئة من الجمهوريين يعتقدون أنه يجب أن تكون للرئيس سلطة إقفال وسائل الإعلام "التي تتصرف بشكل سيء".

وقالت لوسي دالغليش عميدة الصحافة في جامعة ميريلاند "إن مؤسسي بلادنا شددوا على الأهمية القصوى لحرية جمع المعلومة وحرية بثها".

كما شدد دان كنيدي البروفسور في الصحافة في جامعة نورثايسترن على أهمية الحملة التي تقوم بها وسائل الإعلام. وقال "إن لهجة ترامب إزاء وسائل الإعلام تزداد سوءا ومن المفيد أن تؤكد الصحف مجددا قيمها وأهمية المادة الأولى من الدستور بشكل منسق".

وانضمت صحيفة نيويورك تايمز التي غالبا ما تتعرض لهجمات ترامب إلى الحملة الثلاثاء. وقال المسؤول التحريري جيمس بنيت "في الفترة التي تتعرض فيها صحف البلاد لضغط فعلي تجاري وسياسي نعتقد أن من المهم أن نؤكد تضامنها".

في اللمقابل لم تنضم صحيفة واشنطن بوست لهذه الحملة مع أنها تعارض ترامب بشدة.

وأضافت دالغليش "قد لا ينضم الجميع إلى الحملة، إلا أن انضمام هذا العدد الكبير من الصحف إليها خلال فترة قصيرة، أمر لافت ومهم". وقالت "أعتقد أن صحيفة بوسطن غلوب ضربت على وتر حساس".