تصعيد عسكري عنيف ينذر بانهيار اتفاق وقف النار في إدلب

مقتل 9 مدنيين على الأقل في هجوم دموي لقوات النظام في شمال غرب سوريا يأتي قبل أيام من استئناف اجتماعات أستانا لبحث الأزمة السورية.
المعارضة السورية تعلن مقتل 14 شخصا في قصف قوات النظام على ريف إدلب
القوات التركية ترد على قوات النظام بقصف مدفعي استهدف عدة معسكرات جنوب إدلب

إدلب (سوريا) - تشهد محافظة  إدلب وريفها شمال سوريا تصعيدا عسكريا متزايدا بعد تواتر هجمات جيش النظام والقوات الروسية الحليفة له منذ شهر على مناطق تواجد فصائل المعارضة، في تصعيد من شأنه أن يعيد تلك المناطق إلى دائرة العنف المسلح والمواجهات العسكرية وينسف اتفاق وقف النار الموقّع منذ أكثر من عام.

وقتل تسعة مدنيين بينهم سبعة أطفال في حصيلة جديدة جراء قصف مدفعي لقوات النظام في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، في أحدث تصعيد عسكري  في شمال سوريا منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ في مارس/آذار عام 2020.

وارتفعت حصيلة القتلى اثر وفاة طفلة متأثرة بجروحها في بلدة بلشون في ريف إدلب الجنوبي.

ويأتي هذا التصعيد العسكري من قبل قوات النظام قبل أيام قليلة من استئناف محادثات أستانا بمشاركة روسيا وتركيا إيران لبحث الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.

وتتعرض مناطق عدة في إدلب منذ شهر تقريباً لقصف متكرر من قوات النظام، فيما ترد الفصائل المقاتلة باستهداف مواقع سيطرة الأخيرة في مناطق محاذية، رغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام.

وقال المرصد إن القصف صباح السبت أدى الى إصابة 15 آخرين في مواقع عدة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

وأوضح المرصد ان القصف أودى بخمسة أشخاص من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وأطفالهم الثلاثة في بلدة إبلين، إضافة الى مقتل طفلين في بلدة بليون وطفلتين في قرية بلشون في ريف إدلب.

وشاهد مصوّر وكالة فرانس برس في إبلين وصول جثث العائلة إلى نقطة طبية، وقد تم نقلها بسيارة بيك أب ولفّها ببطانيات صوفية وقطنية.

وقال المراسل إن رجل دين بمساعدة آخرين، قاموا لاحقاً بغسل جثة فتى صغير وتكفينها بقماش أبيض استعداداً لدفنها.

ويعد قصف السبت من الأكثر دموية منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في آذار/مارس 2020، والذي أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر ودفع نحو مليون شخص الى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة للنظام أقل نفوذاً على نصف مساحة إدلب ومحيطها. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً من النازحين.

ووصفت مديرية صحة إدلب القصف بـ"مجزرة رهيبة"، وأفادت أن من بين القتلى مسؤولا إداريا في مركز إبلين الصحي هو عبدالحميد العاصي وزوجته وثلاثة من أولاده.

ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً الى حد كبير، رغم خروقات متكررة يتخللها قصف جوي روسي وقصف مدفعي من قوات النظام السوري.

من جانبه أفاد مصدر في الدفاع الوطني التابع للمعارضة السورية اليوم السبت بمقتل 14 شخصا في قصف للطائرات الروسية والمدفعية التابعة للجيش السوري على ريف إدلب .

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه  لوكالة الأنباء الألمانية، إن  14  شخصا  بينهم خمسة  من عائلة واحدة (رجل وزوجته وثلاثة أطفال)  لقوا حتفهم  وأصيب 11 أخرون اليوم جراء قصف جوي ومدفعي من الطائرات الروسية والمدفعية التابعة للجيش السوري استهدف بلدتي أبلين وبليون في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأضاف المصدر أن الطائرات الحربية الروسية دمرت بشكل كامل مركزاً للدفاع المدني في منطقة سهل الروج بريف إدلب الغربي ، مشيرا إلى تمكن عناصر المركز من مغادرته قبل دقائق من قصفه بأربعة صواريخ.

وكشف المصدر عن قيام القوات الحكومية السورية اليوم  بقصف مدينة اريحا بريف ادلب الشرقي  بالمدفعية الثقيلة والصواريخ وسط تحليق مكثف من طائرات الاستطلاع الروسية في المنطقة

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.