تصفية سليماني والمهندس تمت على الطريقة الإسرائيلية

واشنطن كانت تتعقب عن كثب تحركات سليماني لأشهر وكان بإمكانها قتله قبل ذلك بفترة طويلة، ما يثير أسئلة حول توقيت اغتياله الذي جاء في غمرة الاستعدادات الأميركية للانتخابات الرئاسية.

اغتيال سليماني يعتبرعملية غير مسبوقة للجيش الأميركي في العراق
ترامب يعتبر أن سليماني كان يجب أن يُقتل قبل سنوات عدة
العراق ينفتح على كل سيناريوهات التصعيد بعد اغتيال سليماني والمهندس
توقعات بتنفيذ إيران ووكلائها في المنطقة عمليات انتقامية قد تشمل إغلاق مضيق هرمز
استهداف الملاحة البحرية وناقلات النفط في هرمز سيناريو يعود للواجهة

واشنطن - شكلت الضربة الأميركية التي قتل فيها قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس استنساخا في التوقيت والأسلوب، الاغتيالات الذي تتعبها إسرائيل.

ويشبه هذا النمط من اغتيال العسكريين الأجانب أسلوب الجيش الإسرائيلي أكثر من الطريقة التي يتبعها العسكريون الأميركيون الذين عادة ما يخططون لعمليات دقيقة تنفذها قواتهم الخاصة عندما يريدون القضاء على المطلوبين مثل أسامة بن لادن أو كما حدث مؤخرا مع زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي.

وقد اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل في ضربة أميركية في بغداد (فجر الجمعة)، كان يجب أن يُقتل "قبل عدة سنوات"، فيما

وقال ترامب في تغريدة على حسابه بتويتر "الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأميركيين بجروح بالغة على فترة طويلة وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير... لكنه سقط!".

وكان الرئيس الأميركي اكتفى بعد الضربة بتغريد صورة العلم الأميركي وتعليق كتب فيه أن "إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات".

وتفتح الغارة الأميركية غير المسبوقة التي قُتل فيها سليماني في بغداد الباب على مرحلة تتسم بعدم اليقين بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، مثيرة العديد من الأسئلة.

وتكتمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على كيفية سير العملية بحد ذاتها عندما أقرت في بيان أن الرئيس ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" سليماني، فيما قالت وسائل إعلام أميركية إن العملية تمت بطائرة مسيرة استهدفت موكبا مؤلفا من مركبتين يضم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (تحالف فصائل موالية لإيران) على طريق مطار بغداد الدولي.

وكانت الولايات المتحدة تتعقب عن كثب تحركات الجنرال سليماني لأشهر وكان بإمكانها قتله قبل ذلك بفترة طويلة، ما يثير أسئلة حول توقيت اغتياله فيما يرجح أن ترامب اختار هذا التوقيت بالذات لحسابات انتخابية وضمن حملة الدعاية للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وذكر البنتاغون أنّ "الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أميركيين في العراق وفي أنحاء المنطقة".

وفي وقت سابق حذر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من أن الولايات المتحدة لن تتردد باتخاذ "إجراءات وقائية" في حال علمت بهجمات جديدة قيد التحضير.

وحذر من أن مقتل متعاقد أميركي في هجوم كتائب حزب الله على قاعدة كركوك قد "غيَّر المعطيات".

وفيما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعدم التصعيد مع إيران لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها، توعدت طهران "بانتقام قاس" كما تعهد حزب الله الشيعي اللبناني بـ"القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم".

أسئلة ترافق عملية اغتيال سليماني والمهندس في بغداد
واشنطن كانت تراقب منذ أشهر تحركات سليماني في العراق عن كثب

وقد تقوم الميليشيات العديدة المؤيدة لإيران في المنطقة بشن هجمات ضد القواعد الأميركية في دول الخليج أو ضد ناقلات نفط أو ضد السفن التجارية في منطقة مضيق هرمز الذي يمكن لطهران إغلاقه في أي وقت.

كما يمكنها استهداف القواعد المتعددة التي ينتشر فيها الجيش الأميركي في العراق أو في سوريا أو السفارات الأميركية الأخرى في المنطقة إضافة لمهاجمة حلفاء واشنطن مثل إسرائيل أو السعودية أو حتى الدول الأوروبية.

وترى كيم غطاس من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أنه "من الصعب معرفة ما سيؤول إليه الوضع. حرب؟ فوضى؟ أم انتقام محدود؟ أم لا شيء؟ لا أحد يعرف حقا لا في المنطقة ولا في واشنطن، إنه أمر لم يسبق له مثيل".

وأرسلت الولايات المتحدة أكثر من 14 ألف جندي إضافي إلى المنطقة خلال الأشهر الماضية كما أعلنت إرسال 500 جندي إضافي بعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد.

وقال وزير الدفاع الأميركي الخميس إن كتيبة قوامها 4 ألاف جندي تلقت أمرا بالاستعداد تمهيدا لنشرها خلال الأيام القادمة.

وتنشر واشنطن نحو 5200 جندي في العراق "لمساعدة وتدريب" الجيش العراقي ولتجنب عودة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما يبلغ عدد العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط 60 ألفاً

ودعت السفارة الأميركية في بغداد الجمعة مواطنيها إلى مغادرة العراق فورا في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل منتجعا للتزلج على سفوح الجولان السوري المحتل تحسبا لرد انتقامي من إيران.