تضارب في موعد تنفيذ الهدنة بين إسرائيل وحماس

السلطات الإسرائيلية تؤكد أنّه لن يكون هناك قبل الجمعة توقف للقتال أو إطلاق سراح رهائن فيما أعلنت قطر بدء سريان اتفاق الهدنة خلال الساعات القادمة.
بن غفير يهدد باستقالته من الحكومة حال توقفت الحرب بغزة
التأخير له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة حول أسماء الأسرى الاسرائيليين وآلية تسليمهم
الجيش الاسرائيلي يعتقل مدير مستشفى الشفاء

القدس - أعلنت السلطات الإسرائيلية الأربعاء أنّه لن يكون هناك قبل الجمعة توقف للقتال أو إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة لكن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أكد ن بدء سريان اتفاق الهدنة سيكون خلال الساعات القادمة اليوم الخميس ما يشير الى حجم الخلافات التقنية ومناورات اللحظات الأخيرة.
وصرّح مسؤول إسرائيلي أنّه "لن يكون هناك توقف" في القتال مع حركة حماس الفلسطينية الخميس.
كما قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في بيان إنّ "المفاوضات من أجل إطلاق سراح مختطفينا مستمرة دون توقف"، مضيفاً أنّ الإفراج عن الرهائن لن يبدأ "قبل الجمعة". ولم يقدّم أيّ من المسؤولين تفسيرات.
ويأتي هذا الإعلان بعدما كان متوقّعاً أن تبدأ يوم الخميس هدنة لمدة أربعة أيام يتمّ خلالها إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس وأسرى مسجونين في إسرائيل.
وقد أكد الأنصاري المعطيات السابقة قائلا إن بدء سريان اتفاق الهدنة في قطاع غزة سيكون خلال الساعات القادمة مشيرا الى أن ان محادثات الخطة التنفيذية لاتفاق الهدنة تسير بشكل إيجابي.
وقال في تصريح نشر على الحساب الرسمي لوزارة الخارجية القطرية على منصة "إكس" اليوم الخميس. "إن المحادثات التي تجريها كل من دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة حول تفاصيل الخطة التنفيذية لاتفاق الهدنة الإنسانية في غزة، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مستمرة، وتسير بشكل إيجابي".ء.

وقال مصدر فلسطيني مطلع على مباحثات اتفاق الخميس إن التأخير في بدء سريان الهدنة "له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الأسرى الاسرائيليين وآلية تسليمهم".
وأوضح "خلال ساعات النهار اليوم من المفترض ان يتم الاعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأميركيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ".

وكانت الصحافة الإسرائيلية تحدّثت عن خطة لإطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن عند منتصف النهار بعد بدء سريان الهدنة في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلّي.
حتّى أنّ المكتب الحكومي في إسرائيل دعا الصحافيين في وقت متأخر من مساء الأربعاء للحضور إلى مركز إعلامي في تلّ أبيب مخصّص لـ"عودة الرهائن" ابتداء من ظهر الخميس.
لكن يبدو أن الضغوط من اليمين المتطرف الإسرائيلي تقف وراء موقف الحكومة بتأجيل الهدنة الى الجمعة.
وهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مساء الأربعاء بالاستقالة من الحكومة إذا لم يتم استئناف الحرب بقطاع غزة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المرتقبة وذلك في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع القناة 14 العبرية التابعة لليمين الإسرائيلي، قبل ساعات من دخول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" حيز التنفيذ.
وقال رئيس حزب قوة يهودية "سمعنا رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) يقولها صراحة، أن القتال سيُستأنف، لكن حال توقفت الحرب لن يكون لدينا ما نفعله في الحكومة".
يشار إلى أن بن غفير ووزيرين آخرين من حزبه هم الوحيدون الذين صوتوا فجر الأربعاء ضد اتفاق تبادل الأسرى.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، تعهد نتنياهو بالاستمرار في الحرب بغزة حتى تحقيق "جميع الأهداف وهي إعادة جميع مختطفينا والقضاء على حماس وضمان أنه في اليوم الذي يلي حماس، لن يحكم غزة أي عنصر يدعم الإرهاب. لن تكون غزة تهديدا مستقبليا لإسرائيل".
وتوصّلت إسرائيل وحماس لاتفاق على هدنة مدّتها أربعة أيام تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 امرأة وطفلاً من بين الرهائن الذين تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق 150 امرأة وطفلاً فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وتمّ التوصّل إلى هذا الاتفاق في اليوم السابع والأربعين للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية. ووفق السلطات الإسرائيلي، قُتل في الهجوم 1200 شخص، غالبيتهم من المدنيين.

ولا يزال الطيران الاسرائيلي يواصل قصف مناطق في شمال وجنوب غزة بينما قال الطبيب في مستشفى الشفاء  خالد أبوسمرة فجر الخميس، إنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

وأوضح أبوسمرة "جيش الاحتلال اعتقل مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية وعددا من الكوادر الطبية الليلة". وكان أبو سلمية أبلغ بأنه تلقى "أمرا" بإخلاء المستشفى في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما رفض أمرا سابقا مماثلا، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه أجلى مئات المرضى والنازحين من الشفاء بناء على "طلب" الطبيب.

وتقول إسرائيل إنّ 240 شخصاً، من الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية والأجانب، اختطفوا في الهجمات الأشدّ والأوسع نطاقاً في تاريخ دولة إسرائيل الممتدّ 75 عاماً.
ووفق أحدث حصيلة صادرة عن حكومة حماس، قُتل أكثر من 14100 شخص في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بداية الحرب، معظمهم من الأطفال والنسا