تطوير العلاقات الاقتصادية يتصدر مباحثات ولي عهد دبي في الكويت
الكويت - بحث الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ولي عهد الكويت، مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، في ضوء الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، حيث تصدر الجانب الاقتصادي الزيارة الرسمية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الشيخ حمدان بن محمد وصل الثلاثاء إلى العاصمة الكويت على رأس وفد رسمي رفيع المستوى في مستهل زيارة رسمية إلى دولة الكويت، كما استقبله أمير الكويت الشيخ أمير مشعل الأحمد الجابر الصباح.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء الكويتية أنه تم تبادل الأحاديث الودية الطيبة التي عكست عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد الشيخ حمدان بن محمد أن المستوى النموذجي الذي وصلت إليه علاقات التعاون بين الإمارات والكويت هو ثمرة توافق الرؤى حول أهمية إحاطة هذا التعاون بكل المقومات التي تسمح له بمزيد من النمو والتطور من خلال اتفاقات الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب الناجحة في شتى مسارات التنمية.
وأعرب عن ثقته في أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون البناء في شتى المجالات لاسيما في إطارها التجاري والاقتصادي والسياحي والاستثماري، مؤكداً أهمية الزيارات المتبادلة بين الجانبين في اكتشاف وتفعيل مسارات جديدة للتعاون المثمر، ليس فقط على المستوى الحكومي، ولكن أيضاً على صعيد القطاع الخاص، لاسيما مع ما توفره الدولتان من فرص كبيرة للمجتمع الاستثماري والشركات ورواد الأعمال لتحقيق النجاح والتوسع ضمن بيئة داعمة ومحفزة على الإبداع.
واستعرض الجانبان التقدم المستمر في الروابط الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، إذ تُعدُّ الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للكويت وتأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الصين في هذا السياق، فيما تُعدُّ الإمارات الشريك التجاري الأول للكويت على المستويين العربي والخليجي، حيث سجل إجمالي حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين 45.7 مليار درهم في العام 2023، بنمو يزيد على 18.8% مقارنة بالعام 2021، في حين وصل إجمالي التجارة الإماراتية غير النفطية مع الكويت خلال النصف الأول من العام الجاري /23.6/ مليار درهم، فيما من المرشح أن تواصل التجارة المتبادلة نموها خلال النصف الثاني من 2024.
وتظهر النتائج ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التبادل التجاري وأعداد المسافرين بين البلدين، كذلك في المجال الاستثماري وقطاعات الخدمات المالية والمصرفية والتأمين وتكنولوجيا المعلومات والاستثمار العقاري، في الوقت الذي تأتي فيه دولة الإمارات في الترتيب الثالث بين أهم الدول المصدر لتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الكويت.
وكذلك تحقق معدلات التبادل السياحي وأعداد المسافرين سواء لأغراض ممارسة الأعمال أو لقضاء العطلات والترفيه، زيادة مستمرة حيث تربط الجانبين نحو 131 رحلة طيران أسبوعية، تخدم في دعم العلاقات التجارية والسياحية وأيضاً الاجتماعية، ومن ثم تعزيز العلاقات الثنائية بصورة عامة.
وتم خلال اللقاء تبادل الآراء حول مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، كذلك الأوضاع التي تشهدها المنطقة وما تتطلبه من مضافرة الجهود من أجل إقرار مقومات الأمن والاستقرار، وتعزيز فرص السلام الشامل والعادل.
وأكد اللقاء الأثر الإيجابي الكبير والملموس للتنسيق المتبادل والدائم بين الإمارات والكويت حيال مختلف القضايا العربية والدولية، ما يعكس حجم التطور في العلاقات السياسية بين الدولتين وبما يخدم المصلحة المشتركة، ويعزّز وحدة البيت الخليجي عموماً.
وقال الشيخ حمدان إن تبني دولة الكويت لنهج تنموي طموح تجسدها "رؤية الكويت 2035" يعكس مدى انفتاحها على المستقبل، وسعيها للاستفادة مما سيحمله من فرص، مؤكدا أن دولة الإمارات تمضي في ذات الاتجاه ضمن خطط واستراتيجيات محورها اقتصاد المعرفة وعمادها الاستثمار في الإنسان وهدفها تمكينه من الوصول إلى مستقبل أفضل.
واتفق الجانبان على أهمية رفع مستوى التنسيق الثنائي وبما يمهد لمزيد من التعاون من خلال زيادة وتيرة تبادل الخبرات والأفكار والرؤى التي من شأنها دعم مسار العلاقات الإماراتية الكويتية ويسهم في تحقيق مزيد من التقدم والرخاء والازدهار للبلدين والشعبين الشقيقين.