تعثر مفاوضات فيينا يرتد تصعيدا بين واشنطن وميليشيات إيران

مصدر عسكري عراقي يؤكد تعرض مركبة تابعة لإحدى فصائل الحشد الشعبي لقصف من طائرة بلا طيار في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق.
غارة جديدة على ميليشيات إيران في سوريا ردا على استهداف قاعدة عين الأسد
التصعيد بين واشنطن وميليشيات إيران يسبق زيارة الكاظمي للولايات المتحدة

بغداد - تعرضت مركبة تابعة لإحدى ميليشيات الحشد الشعبي في المنطقة الحدودية الفاصلة بين العراق وسوريا اليوم الأحد لقصف من طائرة بلا طيار، وفق ما أكد مصدر عسكري عراقي في أحدث هجوم يستهدف ميليشيات عراقية موالية لإيران في خضم توتر بين طهران وواشنطن وبالتزامن مع تعثر مفاوضات فيينا النووية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي للعام 2015  من الانهيار.

وقال ضابط في الجيش العراقي برتبة مقدم إن "طائرة مسيرة استهدفت مركبة للحشد الشعبي ضمن المنطقة الحدودية داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود العراقية"، مؤكدا أن "القصف دمر المركبة بالكامل"، موضحا أن "القصف أوقع قتلى لم يحدد أعدادهم حتى الآن".

وأعلن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة في الـ7 من الشهر الجاري، إصابة 3 أشخاص بجروح بهجمات بـ14 صاروخا استهدفت قاعدة عين الأسد غربي العراق.

وتقع قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي على بعد 90 كلم غرب مدينة الرمادي، عاصمة الأنبار وهي أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأميركية في العراق.

وسبق وأن هددت فصائل شيعية مسلحة بينها كتائب حزب الله العراقي، باستهداف القوات والمصالح الأميركية في العراق، في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

وتتهم واشنطن كتائب حزب الله وفصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها بالعاصمة بغداد وقواعدها العسكرية في البلاد.

وبين إيران والولايات المتحدة ملفات خلافية، منها برنامجا طهران النووي والصاروخي والسياسة الخارجية للبلدين في منطقة الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التصعيد الجديد بينما من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارة إلى الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي وثمة أنباء تشير إلى أن الرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي وجه دعوة للكاظمي لزيارة طهران، فيما سيكون أول لقاء بينهما في خضم التوتر القائم بين إيران وأميركيا.

والتقى الكاظمي الخميس الماضي بمبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك بعد لقاء بين مسؤولي أجهزة المخابرات العراقية والإيرانية، بحسب بيانات رسمية.

والزيارات المتتالية لمسؤولي طهران وواشنطن تجري وسط أوضاع في غاية التوتر في العراق العالق في مأزق بين حليفه الأميركي وجارته إيران اللذين يخوضان مواجهة بالوكالة على أراضيه.

وتحدث المسؤولان عن "الانسحاب المستقبلي للقوات المقاتلة من العراق والمرحلة الجديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين"، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء.

ويجري العراق محادثات مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014.

ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أميركي، لكن تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.

وجاءت زيارة وزير المخابرات الإيراني للعراق بعد أيام قليلة من زيارة غير معلنة لرئيس المخابرات في الحرس الثوري الإيراني كان قد التقى خلالها بقادة الميليشيات الشيعية الموالية لطهران ونقل لهم رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي يأمرهم فيها بتصعيد الهجمات على القوات والمصالح الأميركية، بحسب مصدر من تلك الميليشيات ومصدرين أمنيين عراقيين.

وقال مسؤول كبير في المنطقة أطلعته السلطات الإيرانية على زيارة طائب الأخيرة لبغداد، إن رئيس استخبارات الحرس الثوري اجتمع مع عدد من قادة الفصائل المسلحة العراقية أثناء الزيارة ونقل لهم "رسالة الزعيم الأعلى (مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي) بمواصلة الضغط على القوات الأميركية في العراق حتى ترحل عن المنطقة".

ومنذ الضربات الجوية الأميركية، زادت الهجمات على الجيش الأميركي وعلى العسكريين أو القواعد التي يعملون بها في العراق واتسع نطاقها إلى شرق سوريا.

وفي الإجمال، استهدف 49 هجوما المصالح الأميركية منذ بداية العام في العراق حيث ينتشر 2500 جندي أميركي في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

ويبدو أن هذه العمليات التي نادرا ما يتبناها فصيل بعينه وإنما يشيد بها موالون لإيران في العراق، جرى تنسيقها ونُفذت بعد أيام من الضربات الأميركية في سوريا والعراق ضد مواقع الحشد الشعبي وهو تحالف يضم فصائل عراقية موالية لإيران.