تعرض الحامل للهواء الملوث يصيب المولود بالربو

دراسة أميركية جديدة تؤكد على مراقبة أفضل للتعرض للجسيمات متناهية الصغر التي يمكن أن تتعمق في الرئتين وحتى تنتقل إلى الدورة الدموية.
الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للإصابة بالربو مقارنة بالأولاد
الربو في مرحلة الطفولة وباء عالمي من المرجح أن ينمو مع تأثيرات تغير المناخ
الأطفال الصغار أكثر عرضة للخطر لأنهم يقضون عادة الكثير من الوقت في الهواء الطلق

لندن - حذرت دراسة جديدة أن النساء الحوامل اللائي يتعرضن لمستويات عالية من تلوث الهواء أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالربو.
ودرس باحثون من كلية ماونت سيناي للطب في نيويورك 376 أما وأطفالهن لفهم ما إذا كان التعرض للجسيمات فائقة الدقة في تلوث الهواء أثناء الحمل يمكن أن ينتقل إلى الرضع.
ووجدوا أن أكثر بقليل من 18 في المائة من الأطفال المولودين لأمهات معرضات بشدة لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة أصيبوا بالربو. 
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الربو بالتعرض قبل الولادة لهذا النوع من تلوث الهواء، وفقا للفريق.
والربو حالة رئوية شائعة تسبب صعوبات في التنفس بين الحين والآخر، ويؤثر على الناس من جميع الأعمار وغالبا ما يبدأ في مرحلة الطفولة، على الرغم من أنه يمكن أن يتطور أيضًا لأول مرة عند البالغين.
وتحدث الحالة بسبب تورم أنابيب التنفس التي تحمل الهواء داخل وخارج الرئتين، مع مسببات شائعة تشمل الحساسية والدخان والتمارين الرياضية.
وشرع الباحثون في الدراسة الجديدة في فهم ما إذا كان الربو يمكن أن يكون ناتجا أيضا عن التعرض لجسيمات دقيقة جدا في الرحم.
ويشمل تلوث الجسيمات فائقة الدقة جزيئات أصغر من عرض شعر الإنسان العادي.
ومما يثير القلق أن هذا الحجم الصغير يعني أن هذه الجسيمات يمكن أن تتعمق في الرئتين وحتى تنتقل إلى الدورة الدموية.

هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الربو بالتعرض قبل الولادة لهذا النوع من تلوث الهواء

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قالت الدكتوره روزاليند رايت التي قادت الدراسة: "أحد أسباب عدم مراقبة الجسيمات فائقة الدقة بشكل روتيني هو وجود عدد من التحديات الفريدة لقياسها بدقة، ولحسن الحظ، تم تطوير طرق حديثة لتوفير بيانات التعرض التي سمحت لنا بإجراء هذه الدراسة."
وعند التعمق في النتائج، وجد الباحثون أن الفتيات الصغيرات كن أكثر عرضة للإصابة بالربو مقارنة بالأولاد.
في حين أن سبب النتائج لا يزال غير واضح، يشير الباحثون إلى أن التلوث قد يغير نظاما معينا لتنظيم الجسم مثل وظيفة الغدد الصماء والمناعة، وقد يؤدي التعرض لتلوث الهواء على المدى الطويل إلى زيادة وفيات كوفيد.
وأضافت رايت: "هذا البحث هو خطوة مبكرة مهمة في بناء قاعدة الأدلة التي يمكن أن تؤدي إلى مراقبة أفضل للتعرض للجسيمات متناهية الصغر، ومع تقدمنا في طرق قياس هذه الجسيمات الصغيرة، نأمل في تكرار هذه النتائج، سواء في مناطق جغرافية مختلفة على مستوى العالم".
وكان بحث نشر في ديسمبر/كانون الأول 2017 كشف أن الأطفال الصغار الذين يكبرون ويتعرضون لتلوث الهواء هم أكثر عرضة للإصابة بالربو.
وجدت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن مزيجا من الغبار والرمل وانبعاثات العادم، والمعروف باسم الجسيمات الخشنة، يزيد من خطر إصابة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عامًا بحالة الرئة بنسبة 1.3 في المائة.
ويضيف البحث أن تلوث الهواء يزيد أيضًا من مخاطر زيارة غرفة الطوارئ بسبب الربو لديهم بنسبة 3.3 في المائة وإدخالهم إلى المستشفى مع هذه الحالة بنسبة 4.5 في المائة.
يعتقد الباحثون أن الأطفال الصغار أكثر عرضة للخطر لأنهم يقضون عادة الكثير من الوقت في الهواء الطلق ويكونون عرضة لتلوث الهواء بسبب رئتيهم غير الناضجة.
ولا يزال الربو في مرحلة الطفولة وباء عالميا من المرجح أن ينمو مع الارتفاع المتوقع في التعرض لتلوث الهواء بسبب تأثيرات تغير المناخ.