تعرض وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا لمحاولة اغتيال

استهداف موكب باشاغا بالرصاص يأتي في ظرف حساس تمر به ليبيا ومخاوف من تقويض العملية السياسية بعد تفاهم طرفي الصراع على وقف النار والاتفاق على تنظيم انتخابات والتوصل لتأسيس مجلس انتقالي.
استهداف موكب باشاغا يثير مخاوف إزاء صمود الهدنة في ليبيا
محاولة اغتيال باشاغا تؤكد محاولات بعض الأطراف إفشال عملية السلام في ليبيا
جهاز دعم الاستقرار الليبي ينفي أنباء محاولة اغتيال باشاغا

طرابلس - نجا وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا الأحد من محاولة اغتيال على الطريق السريع قرب العاصمة طرابلس كما أفاد مقربون منه لوكالة فرانس برس.

وتعرض موكب الوزير للرصاص الذي أطلق من سيارة مصفحة كما أضافوا. وقال المصدر نفسه إن "موكب الشرطة الذي كان يتبع الوزير قام بالرد. لقد تم توقيف اثنين من المهاجمين، والثالث أدخل المستشفى. الوزير بخير".

وتأتي عملية استهداف موكب باشاغا في ظرف حساس تمر به ليبيا بعد تفاهم طرفي الصراع إثر مفاوضات عسيرة على وقف النار والتوصل لاتفاق هام يقضي بتنظيم انتخابات أواخر العام الجاري قبل أن يتفق الليبيون أيضا على تأسيس مجلس انتقالي يقود البلاد خلال المرحلة القادمة.

وكانت تقارير سابقة قد أظهرت مخاوف جدية بشأن صمود الهدنة في ليبيا وتقويض العملية السياسية وتعثر الجهود لإرساء السلام وإنهاء الأزمة الليبية.

بينما أظهرت أنقرة الطامعة في تثبيت نفوذها على الأراضي الليبية ترحيبا بالتطورات الإيجابية التي تحققت مؤخرا، تحدثت تقارير إعلامية عن تخطيط الجيش التركي لضرب استقرار ليبيا وإفشال أي عملية تضع تركيا خارج إطار العملية السياسية الليبية وتحبط مخططاتها التوسعية، فيما دأبت السلطات التركية الاستثمار في الفوضى وتغذية الحرب بين الفرقاء الليبيين لضمان تواجدها العسكري.

من جهته نفي جهاز دعم الاستقرار التابع لحكومة الوفاق، تعرض باشاغا لمحاولة اغتيال. وقال الجهاز في بيان في بيان نشره اليوم الأحد عبر صفحته بموقع فيسبوك أن ما حدث هو "سوء تنسيق وتصرف من حراسات" وزير الداخلية، نافيًا أي محاولة لاغتياله.

وبحسب بيان الجهاز، فقد "تزامن وتصادف مرور سيارة تابعة للجهاز مع مرور رتل تابع لوزير الداخلية".

وأضاف البيان أنه حدث إطلاق نار من حراسات الوزير على السيارة المصفحة التابعة للجهاز بدون وجه حق مما أدى إلى مقتل أحد منتسبي الجهاز وأصيب أحد رفاقه.

وكان فتحي باشاغا وهو من الشخصيات السياسية البارزة عائدا من زيارة روتينية لمقر وحدة أمنية جديدة تابعة لوزارته، بحسب المصدر نفسه.

وعُين باشاغا في 2018 وزيراً للداخلية في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها طرابلس.

كان الوزير البالغ من العمر 58 عامًا الذي جعل مكافحة الفساد من أولوياته، من الشخصيات المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء الانتقالي الذي تولاه في أوائل شباط/فبراير عبد الحميد دبيبة في إطار عملية رعتها الأمم المتحدة.

بعد عشر سنوات من الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011، مازالت ليبيا غارقة في الفوضى وفريسة للنزاعات وتتقاسمها سلطتان متنافستان في ظل تدخلات خارجية.

في 23 أكتوبر/تشرين الأول وقع الطرفان المتنافسان في الغرب والشرق اتفاق وقف إطلاق نار دائم بعد خمسة أيام من المناقشات في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وفي 5 فبراير/شباط، عُيِّن المهندس ورجل الأعمال عبدالحميد دبيبة رئيساً مؤقتاً للوزراء، إلى جانب مجلس رئاسي انتقالي من ثلاثة أعضاء لضمان الانتقال بانتظار تنظيم انتخابات وطنية في كانون الأول/ديسمبر المقبل.