تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء تفاقم القلق الإسرائيلي
القاهرة - نشرت مصر دبابات في سيناء، في خطوة من شأنها أن تعمّق قلق إسرائيل التي أكدت في تصرحات سابقة على لسان مسؤوليها مخاوفها من التحشيد العسكري، فيما ذهب بعض المسؤولين إلى حدّ التحذير من تنامي قدرات الجيش المصري وتعزيزه بأسلحة وعتاد متطور في إطار صفقات مع عدة دول، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترا على خلفية الحرب على غزة ورفض مصر أي مخططات لإجبار الفلسطينيين على اللجوء إليها.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن القاهرة دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، من بينها دبابات من طراز "باتون" و"أبرامز"، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل انتهاكا لاتفاقية "كامب ديفيد" للسلام المبرمة عام 1979 وتنص على أن تبقى سيناء منطقة منزوعة السلاح.
ووفق المصادر نفسها فقد وجهت الدولة العبرية تحذيرا إلى القاهرة بشأن التحشيد العسكري في سيناء، مشيرة إلى أن هذه التعزيزات تعد مخالفة للمعاهدة.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القوات المصرية المتواجدة بسيناء شهدت خلال الآونة الأخيرة تعزيزا في عدد عناصرها، لافتة أن القاهرة نشرت دبابات أكثر مما تحدده الاتفاقية، ما أثار هواجس الدولة العبرية.
ويرى مراقبون أن مصر تتوجس من طوفان لاجئين فلسطينيين مع استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة ولطالما شددت على رفضها المساس بأمنها القومي واعتبرته "خطا أحمر"، بينما قادت مع قطر والولايات المتحدة مفاوضات أدت إلى هدنة في الصراع لم تصمد طويلا.
ودعا وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالمجيد صقر في فبراير/شباط الماضي "رجال الجيش الثالث الميداني بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بالمهام والمسؤوليات المكلفة بها تحت مختلف الظروف"، وذلك في كلمة أثناء حضور مشروع تدريبي قتالي، وفي بيان للجيش.
ووصف إعلام عبري التحركات العسكرية المصرية بأنها "استعراض للقوة" من قبل القاهرة بهدف التوقي من أزمة لاجئين طويلة الأمد على غرار ما حدث في دول أخرى.
وكان مسؤولون بالجيش الإسرائيلي من بينهم اللواء احتياط يعقوب عميدرور نبهوا خلال الآونة الأخيرة من تنامي قدرات الجيش المصري وتزويده بأسحلة متطورة، فيما حذروا من سيناريو امتلاكه القدرة على مواجهة إسرئيل.
وكشف موقع "باهول" الإخباري الإسرائيلي في تقرير سابق أن "مصر باتت جبهة قوية تهدد إسرائيل حيث يمكنها نقل 500 دبابة في ليلة واحدة عبر قناة السويس".
واعتبر البروفيسور عوزي رابي وهو من كبار الباحثين بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب أن "الجيش الصري بات من أقوى وأحدث الجيوش في المنطقة".