تعزيزات عسكرية وتراشق اتهامات بين دمشق وقسد تنذر بالتصعيد
دير الزور (سوريا) - تتبادل "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا المرتبطة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والحكومة السورية الاتهامات بشأن المسؤولية عن المواجهات الأخيرة في محافظة دير الزور شرقي البلاد، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات ويستقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية للمنطقة.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بينما يزداد التوتر والتصعيد على الأرض، حيث أفاد نشطاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن "الفرقة الرابعة" في قوات الجيش السوري، أجبرت عدداً من أهالي بلدتي البوليل والطوب في ريف دير الزور الشرقي، على إخلاء منازلهم، تزامناً مع استقدام تعزيزات عسكرية لقتال قوات سوريا الديمقراطيّة، وسط حركة نزوح تشهدها بلدة بقرص مع التحشيدات العسكرية للمسلحين المحليين خوفاً من القصف الذي قد يطالهم.
ونددت "الإدارة الذاتية" الأحد ببيان وزارة الخارجية السورية قائلة إنه "في انفصال جديد عن الواقع، تخرج وزارة الخارجية في حكومة دمشق ببيان يتحدث كعادته بلغة عدائية، وهو الخطاب الذي طالما عرفه السوريون بمختلف أطيافهم، والمتمثل في إلقاء التهم جزافاً والتحدث عن التبعية والعمالة لقوى دولية وما شابه ذلك".
ولفتت "الإدارة الذاتية" أن "النظام"، "اتهم قوات سوريا الديمقراطية بشن الهجوم على دير الزور، متناسياً تماماً تفاصيل ما حدث هناك، ومغفلاً حقيقة الهجوم الذي انطلق من مناطق تحت سيطرة النظام ومجموعات مدعومة منه".
وأضافت أن "هذه العقلية التي لطالما أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن ليست إلا شكلاً من أشكال تزييف الحقائق، والاستمرار في الاستخفاف بعقول السوريين".
وتابعت "نؤكد رفضنا للغة الكراهية والتخوين، النظام هو آخر من يحق له الحديث عن التبعية والانفصالية، نظراً للوضع الذي هو فيه حالياً، نؤكد أن هذه العقلية ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري ولا تزال مستمرة في نفس النهج، كما نؤكد على موقف السوريين الوطني الرافض للفتنة والتبعية للنظام وأعوانه، والداعم للقوات التي حمت الشعب ودافعت عنه في مواجهة الاعتداءات والإرهاب، ونثمن موقفهم عالياً ونشد على أيديهم".
وتشير الإدارة الذاتية إلى بيان للخارجية السورية طالبت فيه الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب الفوري من سوريا، محمّلة "قسد" مسؤولية تنفيذ "هجمات إجرامية" ضد السكان في محافظة دير الزور.
وقالت الخارجية إنّ "قوات ما تسمى قسد العميلة للاحتلال الأميركي شنت هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي، إضافةً إلى قرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية"، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وذكرت أن "طائرات حربية تابعة للقوات الأميركية دعمت ميليشيا قسد، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم"، وأشارت إلى أن "كل هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب، تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم".
وطالب البيان "الولايات المتحدة بالتوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيات الانفصالية"، وفق وصفه.
وفجر الأربعاء الماضي، شن "جيش العشائر" هجوماً واسعاً على مواقع لـ"قسد" شرقي دير الزور، حيث سيطر على عدة نقاط، وأدى تبادل القصف بين الطرفين إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
وبدأ "جيش العشائر" هجومه باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية انطلاقاً من مناطق سيطرة الجيش السوري غربي نهر الفرات، مستهدفاً مقار "قسد" في بلدة ذبيان شرقي دير الزور، لترد الأخيرة بقصف عبر قذائف الهاون.
واتهمت "قسد" في بيان رئيس جهاز المخابرات العامة في دمشق حسام لوقا بإعطاء الأوامر لتنفيذ تلك الهجمات، مضيفة أنها ستواجه هذه الهجمات بكل قوتها.
ويوم الجمعة، أكدت مصادر محلية وقوع 11 قتيلاً مدنياً نتيجة قصف للميليشيات الإيرانية وقوات الجيش السوري بالصواريخ وقذائف الهاون على قريتي الدحلة وجديد بكارة في ريف دير الزور الشرقي.
وردت "قسد" على الهجوم بفرض حصار على المواقع الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في مدينتي القامشلي والحسكة، مما دفع روسيا لإرسال قائد قواتها في سوريا، سيرغي أليكساندروفيتش كيسيل، إلى القامشلي لإجراء مفاوضات مع "قسد" لنزع فتيل الأزمة.
وأعلنت السبت، تفكيك خلية اغتيالات لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بريف دير الزور الغربي، شرقي سوريا، واتهمت "داعش" و"النظام السوري" بتنسيق العمليات التي تستهدف أمنها، إذا حاولت خلايا التنظيم الاستفادة من تسلل مسلحين إلى شرق الفرات، بحسب بيان جاء على موقع "قسد".
ودعا البيان المسؤولين في وزارة الخارجية إلى ترك هذا "الخطاب الديماغوجي"، الذي لم ولن يسفر عن أية نتائج، معتبراً أن "الحوار الوطني السوري هو الطريق الصحيح لبناء وطن سوري ديمقراطي قوي وموحد بشعبه وأرضه".
وفي 8 أغسطس/آب الجاري استقدمت الميليشيات الإيرانية قرابة الـ20 سيارة محملة بالمسلحين المحليين مع عتاد كامل، من شرقي دير الزور إلى مقر لواء الباقر في حي الضاحية في مدينة دير الزور، مع إطلاق نار عشوائي.