تغيُرات مناخية أثرت على القطاع الزراعي السوري أكثر من الحرب

مسؤول قسم الطوارئ في الفاو  يؤكد أن سوريا تشهد مشكلة في المواسم وكمية وتوزيع المتساقطات ما يؤدي إلى إضعاف شامل للقطاع الزراعي في حين تواصل المناطق الريفية الإنتاج بالرغم من الحرب.

سوريا تواجه تراجعا حادا في المحاصيل الزراعية
إنتاج الحبوب تراجع إلى 2.5 مليون طن مقارنة بـ4 ملايين طن قبل الحرب
تراجع المحاصيل الزراعية يفاقم المتاعب الاقتصادية للنظام السوري

باريس - تأثرت المحاصيل الزراعية في سوريا بشكل خاص هذا العام بتغيرات مناخية غير اعتيادية أضعفت أحد القطاعات الاقتصادية الوحيدة التي بقيت قادرة على الصمود رغم الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وبتراجع المحاصيل الزراعية يكون النظام السوري قد فقد واحدا من الروافد المالية المهمة في الوقت الذي استنزفت فيه الحرب موارد الدولة في ظل أزمة اقتصادية حادة تواجهها سوريا كان من بين أبرز عناوينها التراجع القياسي في قيمة الليرة السورية وما رافق ذلك من ارتدادات شملت موجة غلاء عمت الأسواق في مناطق سيطرة النظام.

ويقول محللون وخبراء اقتصاد انه لولا الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري لانهار الاقتصاد في السنوات الأولى للحرب مع سيطرة فصائل إسلامية متشددة وأخرى من المعارضة المعتدلة على مناطق نفطية وزراعية.

وكان إنتاج الحبوب شهد تراجعا بنسبة 40 بالمئة ليبلغ ما بين 2.5 و2.7 مليون طن مقارنة بنحو 4 ملايين طن سنويا قبل الحرب.

وبعد أكثر من سبعة أعوام على بدء النزاع في سوريا، أكد دومينيك بيرجون، مسؤول قسم الطوارئ والتأهيل والبرنامج الاستراتيجي لبناء القدرة على الصمود في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن إنتاج الحبوب سيسجّل "تراجعا جديدا" هذا العام.

وقال على هامش نشر تقرير سنوي للفاو حول الأمن الغذائي في العالم "سوريا تشهد مشكلة في المواسم وكمية وتوزيع المتساقطات وهذه الآثار مجتمعة تؤدي إلى إضعاف شامل للقطاع الزراعي في حين تواصل المناطق الريفية الإنتاج بالرغم من الحرب".

وأشار إلى أنه يُنتظر صدور تقرير دقيق أعدته الفاو حول وضع المحاصيل في سوريا "في غضون بضعة أسابيع"، مضيفا أن الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء الجفاف الذي ضرب أفغانستان والعراق هذا العام.

وقال "في سوريا، العام الماضي، بدأ موسم الشتاء متأخرا جدا، بعض المزارعين لم يتمكنوا من بذر البذور قبل شهر يناير/كانون الثاني".

 وتابع "في أبريل (نيسان) ومايو(أيار)، تساقطت أمطار غزيرة جدا وأصيبت نباتات الحبوب الصغيرة الضعيفة أصلا، بنمو فطريات طفيلية".

ولفت إلى "أننا قلقون جدا"، "لأن البلد سيشهد تراجعا كبيرا في محاصيله مقابل حجم الإنتاج الذي كان منخفضا أصلا خلال السنوات السابقة".

وأضاف "سوريا تشهد مشكلة خطيرة في توريد البذور الجيدة، الإمدادات، الريّ وعمل أسواقها وهذا التآكل البطيء يجعلها أكثر عرضة لخطر الظواهر المناخية".