تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان تُحيي الشكوك حول مقتل رئيسي

التقرير الإيراني الرسمي النهائي للتحقيق في وفاة رئيسي أظهر أن الطائرة المروحية التي كانت تقله سقطت بسبب ظروف جوية معقدة.

بغداد - أثارت صورة تجمع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس النواب العراقي السابق محمد الحلبوسي، الكثير من الأسئلة والشكوك حول فرضية اغتيال رئيسي بتفجير طائرته في مايو/أيار الماضي، بسبب وجود جهاز لاسلكي من نوع بيجر بالقرب منه في دلالة على أنه كان يستخدمه.  

وأظهرت الصورة وصور أخرى، الرئيس الإيراني خلال استقبال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وأخرى من دون ضيف ظاهر، ويبدو على طاولته جهاز بيجر الذي يثير اليوم ضجة واسعة لدى الآلاف من المحللين والمحققين، بعد أن تفجر في وجه نحو ثلاثة آلاف شخص معظمهم من عناصر حزب الله، إضافة إلى السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، في عملية استخباراتية دقيقة ومعقدة يُتهم فيها جهاز الموساد الإسرائيلي، بينما لم تتضح تفاصيلها أو حيثياتها حتى الآن.

وشرعت الصورة التساؤلات لدى العديد من الناشطين والمحللين عن الجهاز في الصورة، قائلين: ماذا يفعل "البيجر" على طاولة رئيسي؟ وهل كان هذا البيجر برفقة الرئيس رئيسي في رحلته صباح الأحد 19 مايو/ أيار الماضي؟ وذلك رغم أن التحقيق الرسمي الذي أجرته السلطات الإيرانية بالحادث لم يظهر أي شبهة تدبير لسقوط الطائرة.

ورغم ذلك اجتاح سيناريو الاغتيال مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق ناشط:

وتساءل آخرون عن إمكانية فتح تحقيق دولي بالحادثة:

ورآى البعض أنه من المثير للانتباه أن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي كان يستخدم جهاز بيجر، وقد أعطت حادثة الانفجارات الهائلة التي وقعت الثلاثاء في لبنان زخماً جديداً لمناقشة الرواية القائلة بأن وفاة الزعيم الإيراني كانت من عمل إسرائيل.

كما ذكر عدد من النشطاء والإعلاميين الإيرانيين في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن إصابة السفير الإيراني خطيرة على مستوى العين، وتحدثوا عن فقدانه البصر جراء التفجيرات.

ونفت السفارة الإيرانية في لبنان ما وصفتها بـ"الشائعات المتداولة" بشأن الحالة البصرية والوضع الصحي للسفير الإيراني مجتبى أماني الذي أصيب الثلاثاء في تفجير أجهزة البيجر.

وذكرت السفارة في منشور لها على منصة إكس أن "علاج السفير يسير بشكل جيد ولا أساس للشائعات المتداولة" بشأن وضعه الصحي.

وكانت قد ذكرت في وقت سابق أن السفير الإيراني في لبنان أصيب بجروح سطحية جراء التفجيرات وأنه بصحة جيدة.

وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة إكس ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي.إن.إن"، بأن إسرائيل وضعت شحنات متفجر صغيرة داخل أجهزة اتصال بيجر مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.

وتتنافى الفرضيات المطروحة مع التقرير النهائي الذي أصدرته الجهات الإيرانية مطلع سبتمبر/أيلول الحالي بشأن مقتل رئيسي والوفد المرافق له في سقوط مروحيتهم بمنطقة جبلية في 19 مايو/أيار الماضي.

وذكر التلفزيون الإيراني أن تقريرا نهائيا للتحقيق في وفاة رئيسي أظهر أن الطائرة المروحية التي كانت تقله سقطت بسبب ظروف جوية معقدة.  وأضاف أن هذا التقرير هو نتيجة عمل للجنة مكونة من خبراء عسكريين ومدنيين، وتم فحص الظروف الفنية والهندسية والإلكترونية والملاحية للطائرة المروحية المنكوبة، وأسفرت الفحوصات عن النتائج التالية:

تم فحص جميع المستندات والوثائق المتعلقة بصيانة وإصلاح الطائرة المروحية.

وتمت مراجعة المستندات والوثائق المتعلقة بصيانة المروحية خلال الأربع سنوات الماضية من قبل الخبراء، ولم تلاحظ أي مشاكل في الإجراءات المتخذة.

وتم فحص خرائط الطيران من تبريز إلى جسر آغبند وسد قيز قلعة سي ومن هناك إلى مصفاة تبريز بعناية من قبل الخبراء وتبين أن المروحية تحركت على المسار المتوقع ولم تنحرف عن هذا المسار.

 تم ترميم جهاز الحاسوب المحمول الخاص بطيار المروحية.

 تم اختبار الأجزاء والأنظمة المتبقية للطائرة المروحية، ولم يكن هناك أي من العيوب التي تؤثر على سقوط المروحية.

تم فحص تقارير هيئة الأرصاد الجوية، وكانت مطابقة للظروف التي حدثت يوم وقوع الحادث.

 تم التحقق من معلومات نظام التسجيل الصوتي للمقصورة، ولم تكن هناك رسالة أو إعلان بوجود حالة الطوارئ من طيار المروحية.

وبناء على تقرير مراجعة لجنة الطب الشرعي، ونتائج فحوصات السموم والباثولوجية على أجساد من كان على متن المروحية، لم يتم الإعلان عن أي حالات اشتباه.

تم فحص أجزاء وأنظمة المروحية من قبل خبراء، ولم تظهر أي علامات تخريب في الأجزاء والأنظمة.

 تم فحص احتمال استهداف المروحية بالأنظمة الهجومية والدفاعية والحرب الإلكترونية وخلق مجال مغناطيسي من قبل خبراء ومختصين، واستبعد أي تورط للموارد المذكورة في وقوع الحادث.

وجاء التقرير بعد أشهر من التحقيق في ظروف سقوط المروحية الرئاسية أثناء عودة الرئيس والوفد المرافق له من زيارة عمل قصيرة إلى أذربيجان المجاورة.

وكان رئيسي يومها في طريقه للعاصمة طهران بعد تدشين سد "قيز قلعه سي" المشترك بين إيران وجمهورية أذربيجان على نهر آراس الحدودي بين البلدين، بحضور نظيره الأذربيجاني إلهام علييف.

وانتخب رئيسي، في عام 2021، خلفا للمعتدل، حسن روحاني، فيما كان الاقتصاد يعاني من تداعيات العقوبات الأميركية إزاء نشاطات إيران النووية. 

وشهدت إيران خلال تولي رئيسي المحافظ المتشدد السلطة احتجاجات واسعة النطاق وتفاقم الأزمة الاقتصادية.