تفجير دموي في الباب السورية يختبر تحصينات تركيا

التفجير الإرهابي في مدينة الباب يخلف 19 قتيلا، ما يعكس تعثرا تركيا في شمال سوريا رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على تأمين منطقة مضطربة.
"المنطقة الآمنة" التي حصنتها تركيا تهتز على وقع هجوم دام
33 جريحا حصيلة أولية للعملية الإرهابية بمدينة الباب

دمشق - أوقع السبت تفجير دموي لسيارة مفخخة في مدينة الباب شمال سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة، 19 قتيلا على الأقل غالبيتهم مدنيون، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "19 شخصاً بينهم 13 مدنياً على الأقل قتلوا جراء تفجير السيارة المفخخة عند نقطة تجمع لسيارات الأجرة وحافلات نقل الركاب في مدينة الباب"

وليس هذا التفجير الأول الذي يضرب الباب الواقعة بمحافظة حلب السوري، حيث تشهد المدينة تفجيرات مستمرة، ما يعكس انفلاتا أمنيا في مناطق تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا.

ويأتي هذا التفجير بمؤشرات تدل على التعثر التركي في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة.

وتواجه تركيا تحديات أمنية وأن الدعاية "للمنطقة الآمنة" تهتز على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر، وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.

كما حذرت دول غربية من أن الهجوم التركي في منطقة شرق الفرات، سعيد الحياة لتنظيم الدولة الإسلامي، عبر عودة الخلايا النائمة التابعة لتنظيم 'داعش' وتأهيل صفوفها.

وكانت حصيلة أولية للتفجير قد أفادت بمقتل 14 شخصاً. فيما نقل المرصد عن ناشطيه في المدينة وجود "جثث تفحمت جراء التفجير"، مرجحاً ارتفاع حصيلة القتلى مع وجود "أكثر من 33 جريحاً بعضهم في حالات خطرة".

وكانت المدينة الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال شرق مدينة حلب، تعدّ معقل تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة، قبل أن تشنّ تركيا مع فصائل سورية موالية لها هجوماً واسعاً في المنطقة تمكنت خلاله من السيطرة على مدن عدة أبرزها الباب في فبراير/شباط 2017. ولم تتبن أي جهة تنفيذ التفجير السبت.

إلا أن وزارة الدفاع التركية اتهمت في تغريدة على تويتر المقاتلين الأكراد "الإرهابيين بمواصلة استهداف المدنيين الأبرياء، باستخدام الأساليب ذاتها التي يتبعها داعش" في إشارة إلى التنظيم المتطرف.

وتعدّ تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية "إرهابيين"، وشنّت ضدهم هجوماً واسعاً الشهر الماضي في شمال شرق سوريا، تمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً قرب حدودها.

وشن الجيش التركي مؤخرا عملية عسكرية شمال شرق سوريا، استهدف على إثرها وحدات حماية الشعب التركي، وسط تنديد دوليا بخطورة العملية التي خلفت انتهاكات إنسانية وجرائم حرب، بحسب تقارير إعلامية.

ولا تزال تخوض مواجهات مستمرة ضدهم رغم إعلانها تعليق هجومها إثر اتفاقين أبرمتهما مع واشنطن وموسكو.

وتشهد المدينة بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال لقياديين في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة، وفق المرصد. كما تشكل مسرحاً لتفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة تبنى تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عدد منها.

ورغم القضاء قبل أشهر على "الخلافة" التي أعلنها التنظيم المتطرف، إلا أنه لا يزال قادراً على التحرّك من خلال خلايا نائمة وعبر هجمات يشنها انطلاقاً من انتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف.

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار 2011 نزاعاً دامياً، تسبب بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، ونزوح وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.