تفجير قرب مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد

حلفاء الصدر الفائزون في الانتخابات يعتبرون سقوط ثلاثة جرحى في الهجوم بعبوتين ناسفتين رسالة تهديد وتخويف لثنيهم عن التغيير والإصلاح.
أول تفجير يستهدف حزب عراقي منذ بدء الحملة الانتخابية

بغداد - انفجرت عبوتان ناسفتان مساء الجمعة على بعد أمتار من مقر الحزب الشيوعي العراقي في وسط بغداد، بحسب ما أكد متحدث باسم ائتلاف "سائرون" الذي يجمع الشيوعيين بالزعيم الديني البارز مقتدى الصدر، الذي فاز مؤخرا بالانتخابات التشريعية.
وأوضح عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي أن "عبوتان ناسفتان رميتا على مقر الحزب الشيوعي العراقي" في ساحة الأندلس بوسط العاصمة.
وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة إن التفجيرين "أسفرا عن سقوط ثلاثة جرحى" في أول تفجير يستهدف مقر حزب عراقي منذ انطلاق الحملة الانتخابية في منتصف نيسان/أبريل الماضي.
واعتبر الحلفي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "السبب هو أن طغمة الفساد لم تتحمل طعم الخسارة. نحن نتلقى تهديدات مستمرة. هذه رسالة تهديد وتخويف لإعاقتنا من المضي في طريق الإصلاح والتغيير".
وفاز تحالف الصدريين والشيوعيين وبعض أحزاب التكنوقراط في الانتخابات التشريعية الأخيرة بـ54 مقعدا.
وتقدم "سائرون" على تحالف "الفتح" (47 مقعدا) الذي يتزعمه هادي العامري ويضمّ فصائل الحشد الشعبي التي اضطلعت بدور حاسم في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم الدولة الإسلامية.
وحلّ ثالثا بـ42 مقعدا ائتلاف "النصر" برئاسة حيدر العبادي رئيس الوزراء، المدعوم من التحالف الدولي وايران.

ثلاثة جرحى بهجوم قرب مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد
هجوم على هامش المشاورات السياسية

وبعيد الانتخابات، بدأت الأحزاب السياسية الفائزة خوض مفاوضات موسعة لتشكيل أكبر ائتلاف برلماني يمكنها من تسمية رئيس الوزراء المقبل.
وتتأثر عملية التفاوض بالتوتر بين واشنطن وطهران، بعيد انسحاب الولايات المتحدة مؤخرا من الاتفاق النووي الإيراني.
وهي المرة الأولى منذ العام 2005، التي تجري فيها انتخابات من دون هجمات دامية وفي أجواء هادئة نسبيا، بعيد إعلان السلطات هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتعهد التحالف الذي يقوده الصدر بالقضاء على الفساد وإنهاء التدخل الأجنبي في شؤون العراق.
وحقق الصدر نصرا مفاجئا في الانتخابات بعدما وعد بتحسين الخدمات واستفاد من الاستياء المتنامي تجاه إيران وما يقول ناخبون إنه دعمها لنخبة سياسية فاسدة.
ولا يحق للصدر نفسه أن يشغل منصب رئيس الوزراء لأنه لم يشارك في الانتخابات لكن فوز كتلته يجعله في وضع يتيح له التأثير بقوة في المفاوضات بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وتواصل الصدر مع الشيعة المحرومين والسنة المهمشين وأصلح العلاقات مع الجيران السنة في الوقت الذي احتفظ فيه بمسافة بينه وبين إيران.
ويمكن أن يشكل انتصار كتلته ذات التوجه الوطني انتكاسة لإيران التي زادت نفوذها تدريجيا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة له في 2003.
وصرحت إيران علنا قبل الانتخابات بأنها لن تسمح لكتلة الصدر بالحكم في العراق.
ورغم دحر الجهاديين، ما زال هؤلاء قادرون على الضرب في العاصمة.
فقد قتل خمسة أشخاص على الأقل ليل الأربعاء الخميس بهجوم انتحاري عند باب أحد المنتزهات في منطقة شيعية شمال بغداد، عادة ما تكون مكتظة في أوقات السحور بشهر رمضان، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.