تفشي كورونا ينعش الإرهاب في دول الساحل
نيويورك - حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس، مجلس الأمن الدولي من مغبة استغلال الجماعات الإرهابية جائحة كورونا لتأجيج العنف في مجموعة دول الساحل الإفريقي.
وجاء تحذيرات غوتريش في جلسة عقدها مجلس الأمن برئاسة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن.
وقال إن الجماعات الإرهابية تستغل جائحة كورونا الحالية في تأجيج العنف بين المجتمعات المحلية في مالي وبقية دول الساحل الخمس التي تضم إلى جانب مالي كلا من النيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي في مالي حيث "قُتل خلال الفترة الماضية (لم يحدد جدولا زمنيا) 128 من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) نتيجة لأفعال خبيثة ولم يُحاسب أي من مرتكبي تلك الجرائم حتى الآن".
وتابع عبر دائرة تلفزيونية لأعضاء المجلس "لا بد من تقديم مرتكبي الجرائم ضد حفظة السلام إلى العدالة ويتعين على السلطات المحلية في البلاد بذل المزيد لإثبات التزامها في هذا الصدد وتمكين البعثة من تحقيق أهدافها الإستراتيجية الموكلة إليها".
وقال أيضا "شعرت بالفزع من مزاعم عمليات القتل والإعدام بإجراءات موجزة لما لا يقل عن 38 مدنيا على أيدي القوات المسلحة المالية في قريتين بمنطقة موبتي (وسط) نهاية الأسبوع الماضي وإني أحث السلطات على بذل قصارى جهدها لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة".
كما أعرب في إفادته عن القلق العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في مالي. وقال إنه "يتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة إلى خمسة ملايين شخص في الأشهر المقبلة، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا والآثار المزعزعة للاستقرار لفيروس كورونا".
وشدد على ضرورة استمرار دعم دول منطقة الساحل قائلا "يظل دعم دول منطقة الساحل أمرا حيويا وأكرر دعوتي للحصول على حزمة دعم شاملة وأدعو أيضا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم المبادرات الإقليمية بما في ذلك الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي".
وأنشأت بعثة 'مينوسما' في 25 أبريل/نيسان 2013 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2100 وعهد إليها بعدد من المهام في ولايتها، بينها المساهمة في استعادة سلطة الدولة في جميع أنحاء البلاد وتنفيذ خارطة طريق للانتقال الديمقراطي وحماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة ودعم العمل الإنساني.
وسيطرت حركات أزوادية (الطوارق) وجماعات مسلحة سيطرت عام 2012 على مناطق شمالي مالي وبسطت نفوذها على 3 مدن رئيسية هي كيدال وتمبكتو وغاو.
وأدّى تدخل القوات الفرنسية بدعم دولي في يناير/كانون الثاني 2013، إلى طرد الجماعات المسلحة من مدينتي غاو وتمبكتو، فيما بقيت كيدال تحت سيطرة الحركات الأزوادية.
ورغم توقيع اتفاق سلام في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2015 بين الحكومة المركزية في باماكو وأبرز المجموعات المسلحة من الطوارق، إلا أن حوادث العنف لا تزال متواترة، وإن كانت بنسق أقل خاصة في المناطق الشمالية وحتى في الوسط حيث العاصمة باماكو.