تقارب سعودي عراقي لتعزيز التعاون بين البلدين

العاهل السعودي يتباحث مع رئيس مجلس النواب العراقي بشأن تعزيز التعاون بين البلدين ومساهمة المملكة في جهود إعادة إعمار العراق.
العراق حريص على تطوير علاقته مع محيطه العربي والإقليمي من خلال التنسيق المشترك

الرياض ـ جرت مشاورات الإثنين في الرياض بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، لبحث تعزيز التعاون بين البلدين.

وحث الحلبوسي، السعودية على المساهمة في جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العراق، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.

جاء ذلك خلال لقاء الحلبوسي، مع العاهل السعودي في الرياض، وفق بيان صادر عن البرلمان العراقي،  وخبر لوكالة الأنباء السعودية.

وذكر بيان البرلمان العراقي، أن "اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يضمن مصالح الشعبين، وآخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية".

ونقل البيان عن الحلبوسي، قوله، إن "العراق حريص على تطوير علاقته مع محيطه العربي والإقليمي من خلال التنسيق المشترك، وعلى المستويات كافة، ولا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري ودعم التبادل التجاري وفتح المنافذ الحدودية وتطويرها".

وأشار الحلبوسي، إلى "أهمية أن يكون للدول العربية دور في ملف إعمار العراق، ولا سيما المملكة العربية السعودية بما تمتلكه من شركات وخبرات ستسهم في إعادة تأهيل العديد من المدن التي تضررت بفعل الإرهاب أو تلك التي تفتقر للخدمات والبنى التحتية".

وفي شباط/فبراير الماضي، قدرت الحكومة العراقية، وفقا لدارسة أجراها خبراء عراقيون ودوليون الحاجة الفعلية لإعادة إعمار البلاد بـ88.2 مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وتعرضت البنى التحتية في المحافظات الشمالية والغربية الى دمار كبير على مدى 3 سنوات من القتال بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي فرض سيطرته على ثلث مساحة البلاد منتصف 2014.

وأبدى الحلبوسي، شكر بلاده للعاهل السعودي على "مبادرة الرياض في تطوير منفذ عرعر الحدودي، بين البلدين، وإنشاء ملعب رياضي في بغداد، كذلك تخصيص أموال لإعادة إعمار العراق في مؤتمر الكويت".

والأحد، وصل رئيس البرلمان العراقي، في زيارة رسمية إلى السعودية هي الأولى من نوعها منذ تقلّده منصبه، في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي سياق متصل، التقى الحلبوسي، رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله بن آل الشيخ، في مقر المجلس بالرياض، الاثنين، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين الرياض وبغداد في شتى المجالات.

وأكد الحلبوسي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية عن تطلعه إلى مستقبل متطور في طبيعة هذا التعاون، وأن بلاده في المرحلة القادمة المتعلقة بالبناء والإعمار يتطلب تعاون الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم المملكة.

وأشار إلى أن الاجتماع بحث أهمية تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة والمجالات التي تتعلق بالاستثمار، وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين من خلال فتح المنافذ الحدودية، وتنسيق المواقف المشتركة بما يتعلق بوضع المنطقة بشكل عام.

وبحث اللقاء، كيفية العمل المشترك إضافة إلى تفعيل دور لجان الصداقة البرلمانية في المجلسين، وتبادل الخبرات بينهما.

وتأتي زيارة الحلبوسي بعد نحو شهر من زيارة الرئيس العراقي برهم صالح، إلى الرياض، التقى خلالها العاهل السعودي ومسؤولين آخرين.

وانقطعت العلاقات تماما بين العراق والسعودية في أعقاب غزو نظام صدام حسين، للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.

واستأنفت العلاقات بين البلدين في أعقاب إسقاط النظام السابق في 2003، لكنها ظلت خجولة جراء تحفظ السعودية على دور إيران المتصاعد في العراق، قبل أن تتحسن تدريجيا في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي (2014 – 2018).