تقاعد سياسي مبكر للمقاول المعارض محمد علي

المعارض المصري يفشل في الحشد للتظاهر ضد السيسي في ذكرى ثورة يناير 2011 التي دعا المصريين للمشاركة فيها بكثافة.

إسطنبول - أعلن المقاول المصري محمد علي مساء السبت اعتزاله السياسة على خلفية فشله في الحشد للاحتجاج ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في الذكرى التاسعة لثورة يناير/ كانون الثاني 2011، بعد حوالى أربعة أشهر فقط من ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي للحشد ضد المؤسسة العسكرية في مصر.

وقال علي الذي أعلن معارضته للنظام المصري وفي مقدمته الرئيس، عبدالفتاح السيسي منذ أشهر السبت في تسجيل مصور تجاوز خمس دقائق ونصف، "أنا غلطت.. أنا مش هتكلم ثاني في السياسية والإجابة وصلت ليا النهاردة".

وكان المقاول المقيم في الخارج قد دعا المصريين منذ ايام إلى "مظاهرات مليونية" أمس السبت في ذكرى ثورة 25 يناير لكنه لم يلقى استجابة من الشارع.

واعترف محمد علي (45 عاما) خلال الفيديو الأخير الذي نشره السبت أنه لم يكن هناك إقبال جماهيري على دعوة التظاهر التي دعا إليها معتبرا أن عدم الإقبال على دعوته يمثل موقف الشعب المصري من الإدارة الحالية.

وقرر المقاول المعارض إغلاق صفحته التي كان يروج من خلالها للتظاهر و"فضح النظام" خلال الفترة الماضية، ليفتح صفحة أخرى خاصة بأعماله مشيرا إلى أنه سيتوجه  للعمل في "البيزنيس" لأنه شعر "بالخذلان"، على حد تعبيره.

وظهر محمد علي في مقابلة صحفية عارضا خطة بأن يكون هو الضامن لتطبيق الجيش ما وصفها "وثيقة" لإسقاط القائد الأعلى للجيش، على حد تعبيره، الأمر الذي أثار سخرية نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموه "بخيانة مصر" والتعامل مع الإخوان للعودة إلى الحكم.

وتحدث المقاول المصري في تسجيلات مصورة سابقة عن ملفات فساد في مؤسسات مصرية "حساسة"، في إشارة إلى المؤسسة العسكرية (الجيش) واتهم مسؤولين بارزين بالضلوع فيها، وهو ما نفى السيسي صحته في أكثر من مناسبة.
وفي سبتمبر الماضي، نشر المقاول الذي عرف أيضا في ميدان التمثيل تسجيلات فيديو من إسبانيا حيث يعيش، انتشرت منذ مطلع أيلول/سبتمبر وتتّهم السيسي والعسكريّين بالفساد وتبنى عناصر من جماعة الإخوان المسلمين دعواته للتظاهر ومعارضته لنظام السيسي لكنها لم تجد صدى كبيرا لدى المصريين.

وزعم علي في الفيديوهات التي لاقت في البداية رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة "أملاك للمقاولات" التي كان يملكها لكنه لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد النظام المصري لملايين الجنيهات.

ورد السيسي على الاتّهامات بالفساد التي وجّهها المقاول إليه وإلى الجيش. وأكّد أن تلك الاتّهامات "كذب وافتراء"، دون ذكر اسم المقاول.

وينفى محمد على انضمامه إلى أي فصيل سياسي أو ديني في حياته، كما نفى ما بثته بعض وسائل الإعلام المحلية التي اتهمته بأنه يعمل لصالح جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر.