تقرير أميركي يحذر من تعاظم دور الميليشيات العراقية في محور المقاومة

التقرير يخلص إلى أن "المقاومة الإسلامية" في العراق يمكن أن تشكل تهديدا خطيرا لأمن إسرائيل، مشيرا إلى أن عدد مقاتليها يتراوح بين 40 و80 ألف مقاتل، بالإضافة إلى امتلاكها لترسانة هامة من أسلحة.

طهران - توقع موقع رابطة الأخبار اليهودية الأميركي أن تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في العراق وسوريا، ردّا على الضربات التي تلقاها حليفاها حزب الله وحماس في لبنان وغزة، مشيرا إلى أن احتمال استخدامها للأراضي العراقية لشن هجمات على إسرائيل يهزّ صورتها لدى أذرعها ويفضح ضعفها، لا سيما وأنها لم تشن أي غارات على الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من أراضيها، بينما سلط التقرير الضوء على القدرات العسكرية للمقاومة الإسلامية في العراق وهو التشكيل الذي يضم ميليشيات موالية لإيران، معتبرا أنها تمثل مصدر قلق للدولة العبرية.

ولفت التقرير إلى أن "طهران عبرت عن استعدادها لمهاجمة إسرائيل لتحطيم أسنانها، بعد الانتخابات الأميركية التي أفضت إلى فوز دونالد ترامب كرد على الهجمات الإسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي نفذتها الدولة العبرية ردّا على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وسلط الموقع الضوء على تقارير أميركية أشارت إلى "استعداد إيران لمهاجمة إسرائيل عبر وكلائها الإقليميين وأنها من أجل ذلك تقوم بنقل طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إلى قواتها الوكيلة في العراق".

ونقل التقرير عن الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ميري آيسن قولها إن "هذا القرار من جانب إيران يعكس الضعف"، مضيفة أن "طهران تشعر حاليا بأنها معرضة للخطر بسبب الافتقار إلى الدفاع الجو، ولهذا فإن الهجوم من الأراضي العراقية يمثل وسيلة لحماية نفسها".

وتوقعت أن يؤدي هذا القرار إلى إضعاف علاقة إيران بوكلائها الذين سيلاحظون تجنبها شنّ هجمات على إسرائيل انطلاقا من أراضيها.

وتابعت "عندما هاجمت طهران إسرائيل في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول الماضي كان يتحتم عليها أن تظهر استعدادها للهجوم من الأراضي الإيرانية نفسها".

ولفت التقرير إلى أن "الحكومة العراقية أكدت رفضها السماح باستخدام أراضي البلاد لاستهداف إسرائيل"، بينما وصفت التقارير التي تحدث عن ذلك بأنها "ذرائع واهية" لتبرير الهجمات على العراق، مستدركا أن "سيطرة بغداد محدودة للغاية على المناطق التي تنشط فيها الميليشيات الموالية لإيران".

وحذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في وقت سابق الميليشات الموالية لإيران من مغبة إقحام البلاد في حرب مدمّرة وشدد على أن الوضع لا يحتمل أي مغامرات.

وأشار التقرير إلى أن ما يجري يعكس "الأهمية المتزايدة للعراق في إطار الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن "الجيش الإسرائيلي قام بإضعاف حماس وحزب الله اللبناني"، مضيفا أنه "من الممكن أن تقوم إيران بالتركيز بشكل أكبر على بناء قوتها في العراق وسوريا لتعويض الخسائر في قطاع غزة ولبنان".

وتابع أن "قرب إيران من العراق وتطوير الميليشيات الموالية لطهران طيلة العقدين الماضيين، يجعل من البلد قاعدة عمليات غير إيرانية جذابة لمحور المقاومة" الذي تأسس بدعم إيراني ويضم حماس وجماعة حزب الله اللبنانية والحوثيين في اليمن وميليشيات شيعية مختلفة.

وأضاف أن احتمال نقل مكتب حركة حماس من الدوحة إلى العراق يشير إلى الدور المتزايد للميليشيات العراقية في محور إيران في المنطقة.

ولفت إلى تنامي التعاون بين الميليشيات العراقية الموالية لإيران منذ بداية الحرب على غزة، مشيرا إلى أنها باتت تعمل تحت مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق".

وشنّ هذا التشكيل العشرات من الهجمات على المصالح والقوات الأميركية وردت عليها الولايات المتحدة بضربات أسفرت عن مقتل عدد من قيادات الميليشيات الموالية لإيران كما أعلن استهداف الأراضي الإسرائيلية بصواريخ ومسيرات أكدت إسرائيل اعتراض أغلبها.

وأوضح التقرير أن المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت مسؤوليتها عن 242 هجوما ضد 285 هدفا في إسرائيل منذ تشكيلها، مشيرا إلى تصاعد دورها في محور المقاومة من خلال تكثيف هجماتها منذ مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وزعيم حركة حماس الفلسطينية يحيى السنوار.

وأوضحت آيسن أن "المال والإيديولوجية والقدرات تأتي من إيران وغالبية المدربين يأتون من حزب الله اللبناني"، مشيرة أن "الميليشيات العراقية ليست قادرة على البقاء من دون إيران".

وأوضح التقرير أن "إيران قسمت اهتمامها، منذ اندلاع الحرب، بين أهداف في إسرائيل وأخرى أميركية في سوريا والعراق"، مشيرا إلى أن "أحد الأهداف الرئيسية للميليشيات العراقية كان يتمثل في إعطاء إيران العمق من أجل شن هجمات ضد المصالح الأميركية، إلا أنه في الفترة الأخيرة تحولت المقاومة الإسلامية إلى استهداف الأصول الإسرائيلية بشكل شبه حصري".

وأشار إلى أن الهيكل الدقيق لـ"المقاومة الإسلامية" ليس واضحا تماما، لافتا إلى أن واشنطن تقول إن "الميليشيات المركزية الأربع التي تتألف منها هي حركة أنصار الله الأوفياء وكتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء"، مرجحا انخراط ميليشيات أخرى أصغر حجما فيه بما في ذلك منظمة بدر وكتائب الإمام علي.

وبين التقرير أن الخبراء يعتقدون أن قدرات "المقاومة الإسلامية" يمكن أن تشكل تهديدا خطيرا لأمن إسرائيل، مشيرا إلى أن عدد مقاتليها يتراوح بين 40 و80 ألف مقاتل، بالإضافة إلى امتلاكها لترسانة هامة من أسلحة.

وأشارت الباحثة إلى أن القدرات العسكرية للميليشيات العراقية تشبه قدرات الحوثيين، لافتة إلى أنها "تتضمن بالأساس طائرات مسيرة وصواريخ مصدرها من إيران لمهاجمة إسرائيل"، مشيرة إلى عدم قدرتها على استهداف الأراضي الإسرائيلية بأعداد كبيرة من المسيرات.