تقرير أميركي يكشف المتاعب المالية لحزب الله في خضم الحرب
بيروت - يواجه حزب الله اللبناني ضغوطا مالية كبيرة في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية واستمرار الهجمات البرية على الحدود وذلك وفق تقرير جديد نشره خبراء بشأن الوضع المالي للحزب المدعوم من ايران.
وقال باحثون في تقرير نشرته إذاعة صوت أميركا أن مصادر تمويل الجماعة تجف حيث يتناول الخبراء الضربات التي تعرضت لها الأذرع المالية للحزب بسبب عقوبات مشددة فرضت منذ سنوات إضافة للاستهدافات العسكرية الاسرائيلية الحالية.
ووفق المعطيات التي نشرها التقرير فان الجماعة المدعومة من ايران بدأت تنفد منها الأموال لتمويل هجومها المستمر على إسرائيل وسط عمليات الجيش الاسرائيلي العميقة في لبنان وخاصة العمليات البرية قرب الحدود.
ويقول التقرير نقلاً عن خبراء في الولايات المتحدة ولبنان، أن مصدر أموال الجماعة المصنفة إرهابية من قبل واشنطن وعدد من العواصم الغربية هو مجموعة "القرض الحسن" وهي مجموعة شبه مصرفية تعمل في لبنان دون ترخيص مصرفي حكومي وتعرضت لعقوبات غربية مشددة.
ويقول الباحثون كذلك أن مصدر الأموال تأتي من البنوك التجارية اللبنانية المرخصة التي تعاني بدورها من أزمات خانقة تعود لما قبل الحرب إضافة إلى الأموال النقدية التي تصل عبر رحلات جوية إلى مطار بيروت خاصة من إيران.
وكان مركز "مئير عميت" الإسرائيلي كشف في تقارير سابقة أن حزب الله أنشأ مؤسسة "القرض الحسن" سنة 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضا بدون فوائد للبنانيين المحتاجين، خاصة الشيعة منهم.
ويؤكد المركز وهو مجموعة بحثية غير حكومية انشأها قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي أن المؤسسة المالية التابعة لحزب الله حققت نموا بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان لتفتح فروعا في أغلب مناطق لبنان خاصة الضاحية الجنوبية. وتعرضت المؤسسة لعقوبات مالية من وزارة الخزانة الأميركية سنتي 2007 و2021 طالت الموظفين.
ووفق تقارير تمكنت هذه المؤسسة من جني مرابيح تقدر تقدر بحوالي نصف مليار دولار.
المؤسسة تمكنت سابقا من جني مرابيح تقدر تقدر بحوالي نصف مليار دولار
وفي محاولة لقطع الاذرع المالية لحزب الله قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقرات المؤسسة المالية في الضاحية وفق ما أكدته شبكة " ام تي في" اللبنانية.
ووفق الشبكة الإعلامية اللبنانية دمرت الغارات مراكز تخزين النقد لحزب الله، بما في ذلك جزء كبير من خزائن مؤسسة القرض الحسن.
واعتمد حزب الله على شبكة داخلية من الشركات والواجهات المالية لكن في ظل الحرب الحالية وتمددها يعتقد أن تلك الشبكة دخلت في حالة من الارباك وتعجز عن تحصيل اموال لتمويل المواجهة وهو ما يمثل ملفا حاسما.
وكان حزب الله قبل اغتيال أمينه العام حسن نصرالله وقبل الحرب يعد العدة لأي طارئ من تمويل وأسلحة لكن مع تلقيه ضربات قاصمة منذ تفجيرات البيجر يعيش حالة من الارباك في القيادة والميدان على الرغم من تصريحات نائب الأمين العام نعيم قاسم التي اكد فيها تماسك الحزب وتشكيل قيادة ميدانية جديدة لإدارة المعركة البرية.
ويعتقد ان طول أمد الحرب وتوسعها إضافة لتشديد العقوبات المالية على الحزب وداعميه الإيرانيين سيجعله في مأزق كبير.
ويمكن أن تكون الأموال العينية التي يحصل عليها الحزب من طهران متنفسا له لكن ذلك بات محفوفا بالمخاطر كذلك في ظل العقوبات والتهديدات العسكرية والأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها السلطات الإيرانية المتوجسة من هجوم إسرائيلي ربما يطال قطاع النفط وقطاعات اقتصادية أخرى رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي انه سيستهدف فقط مواقع عسكرية.