تقنيات الواقع الافتراضي تكسر قيود كورونا على السفر

تكنولوجيا الواقع الافتراضي ستكون لحظة فاصلة في عالم السياحة دون مغادرة المنزل.
استخدام الواقع الافتراضي يتم حاليًا في السياحة في نطاق محدود
الواقع الافتراضي لا يزال يُنظر إليه على أنه وسيلة للتحايل والخداع

لندن - أدت القيود المفروضة على الرحلات الجوية والتنقل بسبب تفشي جائحة كورونا إلى تضاعف الطلب على نوع جديد من السفر بين المدن والدول، والتجول في أشهر الوجهات السياحية في العالم، لكن دون مغادرة المنزل.
هذا النوع المثير وغير المكلف من التجوال عبر العالم يتم باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، وهي ما قال عنها المحللون "ستكون لحظة فاصلة للتكنولوجيا في عالم السياحة".
ونقل تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت 6 فبراير/شباط الجاري آراء عدد من المختصين، الذين اتفقوا على أن الهروب من البقاء على الأريكة، عبر مجموعة متزايدة من تجارب السفر في الواقع الافتراضي، يخلق نوعًا من الإثارة لقضاء عطلة ما بعد الجائحة.
التقنيات والتطبيقات الجديدة
يتوقع رالف هوليستر، محلل السياحة في "غلوبال داتا"، وهي شركة إنكليزية، ومؤلف تقرير حديث عن الواقع الافتراضي في السياحة، زيادة الطلب على هذه التقنيات طالما أن الوباء يزداد ويقضي الناس المزيد من الوقت في الداخل.

الواقع الافتراضي
للسياحة مفهوم جديد مع الواقع الافتراضي

أطلقت شركة نظارات الواقع الافتراضي "أوكولوس" نظارة "كويست 2" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهناك أيضا تجربة الواقع الافتراضي لناشيونال جيوغرافيك، والتي تنقل المستخدمين إلى أماكن مثل القارة القطبية الجنوبية، حيث يمكنهم التنقل بين الجبال الجليدية في القوارب، وتسلق الرف الجليدي والبقاء على قيد الحياة أثناء العواصف الثلجية العاتية أثناء بحثهم عن مستعمرة فقدت من طيور البطريق.
ويوجد تطبيق "واندر" الذي يتيح نقل مسافري الواقع الافتراضي من أهرامات مصر إلى حدائق تاج محل، بينما يقدم تطبيق "آلكوف" تجارب المغامرة من ركوب المنطاد إلى جولات المدينة.
سفر إلى الوجهات الأكثر شعبية
تأخذ هذه التطبيقات مسافرين افتراضيين إلى باريس والبندقية والقدس وطوكيو، وقال متحدث باسم شركة أوكولوس: "في هذا الوقت من التباعد الاجتماعي، يبحث الناس عن طرق مختلفة للاستمتاع والنشاط، وهذا ما يجب أن يقدمه الواقع الافتراضي".
وأضاف: "سواء كنت تريد الانتقال إلى أماكن مختلفة في العالم، أو اللعب مع الأصدقاء، أو التمتع باللياقة البدنية، أو مجرد المشي والشعور بأنك في نفس الغرفة، يمكنك إدراك ذلك باستخدام الواقع الافتراضي".

الواقع الافتراضي
جيل الألفية لن يشعر بالغربة مع الواقع الافتراضي

إلى أين ستأخذنا هذه التكنولوجيا؟
قال هوليستر إن الواقع الافتراضي لا يزال يُنظر إليه على أنه وسيلة للتحايل والخداع، مضيفًا: "يبقى أن نرى ما إذا كان الاستخدام المتزايد للواقع الافتراضي سيزداد حتى بعد استئناف السفر".
ويضيف "أعتقد أن الزيادة ستستمر، خاصة مع جيل الألفية، في السنوات القادمة حيث ينتقلون إلى وظائف ذات رواتب أعلى، ويتعامل المسوقون معهم بجدية أكبر، لن يشعروا بالغربة بسبب استخدامهم لهذه التكنولوجيا".
يتم استخدام الواقع الافتراضي حاليًا في السياحة في نطاق محدود، لكن هوليستر يتوقع أن يزداد في المستقبل، وسيتمكن الأشخاص من استخدام الواقع الافتراضي لحجز الرحلات الجوية مباشرةً، بالإضافة إلى اختيار المقاعد على الطائرات وغرف الفنادق بنقرة واحدة على جهاز التحكم عن بُعد.
ويرغب العديد من المسافرين في الحصول على تجربة سلسة للانتقال من البحث إلى الحجز بأقل عدد ممكن من النقرات، وتوفير أقصى قدر من الوقت.
لكن هذه التقنيات لها حدودها، والتي عرفها هوليستر نفسه من خلال اللمس والذوق والشم وجميع التجارب الحسية الأخرى التي تميز السياحة الحقيقية، وهو أمر لا يمكن للواقع الافتراضي فعله.