تلوث الهواء السبب الرئيسي الخامس للوفيات المبكرة

تلوث الهواء مسؤول عن عدد وفيات أكبر من نظيرتها الناجمة عن الملاريا أو حوادث السير أو سوء التغذية والكحول.
الأطفال في جنوب آسيا الأكثر تضررا من تلوث الهواء
الصين تملك أعلى معدل وفيات بسبب تلوث الهواء
91 بالمئة من سكان العالم يستنشقون الهواء الملوث
تلوث الهواء يقلل معدلات الذكاء عند الأطفال

بكين – أظهر تقرير "ذي ستايت أوف غلوبال إير"، الذي نشره معهد "هيلث إفكتس" ومقره في الولايات المتحدة بالمشاركة مع جامعة بريتيش كولومبيا، أن تلوث الهواء هو السبب الرئيسي الخامس للوفيات المبكرة في أنحاء العالم، وهو مسؤول عن عدد وفيات أكبر من تلك الناجمة عن الملاريا أو حوادث السير أو سوء التغذية والكحول.
ستخفض نسبة تلوث الهواء متوسط العمر المتوقع لدى الأطفال المولودين اليوم بمعدل 20 شهرا وسيكون تأثيرها الأكبر في جنوب آسيا، وفقا لدراسة نشرت الأربعاء.
ومع ذلك، فإنه يحذر من أن "تراجع متوسط العمر المتوقع ليس متساويا في كل البلدان"، إذ أن الأطفال في جنوب آسيا سيقصر متوسط أعمارهم 30 شهرا بسبب مزيج من التلوث الموجود في الهواء الطلق والهواء في المنازل.
وفي شرق آسيا، تقول الدراسة إن تلوث الهواء سيؤدي إلى تقصير حياة الأطفال بحوالى 23 شهرا مقارنة بحوالى 20 أسبوعا للأطفال الذي يولدون في البلدان المتقدمة في آسيا والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية.
ويقدر التقرير الذي يستند إلى بيانات من العام 2017، بأنه إذا أصبحت مستويات تلوث الهواء تحترم توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن متوسط العمر المتوقع في بنغلادش سيرتفع 15 شهرا تقريبا.
كذلك ستشهد الهند ونيجيريا وباكستان ارتفاعا في متوسط العمر المتوقع بحوالى سنة.
ورغم إصلاحات الدولة في محاولتها لخفض مستويات التلوث، لا تزال الصين الدولة التي تملك أعلى معدل وفيات بسبب تلوث الهواء المسؤول عن حوالى 852 ألف حالة وفاة مرتبطة بالتلوث في العام 2017.
وكانت البلدان الخمسة الأولى التي سجلت أعلى معدل للوفيات بسبب تلوث الهواء كلها في آسيا وهي الصين والهند وباكستان وإندونيسيا وبنغلاديش.
وبيّنت دراسة لمنظمة الصحة العالمية في تشرين الأول/اكتوبر، أن التعرض لهواء ملوث في الأماكن المغلقة وخارجها يتسبب في وفاة حوالى 600 ألف قاصر كل سنة.

ووفق المنظمة العالمية، 91% تقريبا من سكان العالم يتنشقون هواء ملوثا، ما يؤدي إلى 7 ملايين حالة وفاة سنويا. 
واظهرت دراسة أجريت على مدى ثلاثة عقود أنه كلما كان مستوى الرصاص في الدم مرتفعا خلال الطفولة، تراجع معدل الذكاء لديهم ما يؤثر سلبا على وضعهم المهني في سن البلوغ، ما يؤكد النتائج الضارة لهذه المادة المسببة لتلف الخلايا العصبية.
وبينت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال اوف ذي اميريكن ميديكل اسوسييشن" (جاما) أن أطفالا تعرضوا في السبعينات لبخار وقود يحوي معدلات مرتفعة من الرصاص شهدوا تراجعا كبيرا في معدل الذكاء لديهم.
وأجريت الدراسة على أكثر من 500 طفل مولودين في نيوزيلندا بين 1972 و1976 في فترة كان الوقود المباع خلالها يحوي مادة الرصاص. وكان هذا البلد حينها من البلدان التي يحوي وقودها على معدلات وقود من بين الأعلى في العالم.
ذلك سجل الأطفال الذين كان لديهم أكثر من عشرة ميكروغرامات من الرصاص في كل ديسيلتر من الدم نسب ذكاء أدنى خلال سن البلوغ مقارنة مع ذلك المسجل لديهم خلال الطفولة.
خلصت الدراسة إلى أن الشخص يفقد حوالى 1,5 نقطة في معدل الذكاء لكل زيادة بواقع خمسة ميكروغرامات في معدل الرصاص في الدم.