تميم في تونس لاستكمال خطة اردوغان في دعم حكومة الوفاق

الرئاسة التونسية تشير الى ان اللقاء الذي جمع امير قطر والرئيس سعيد تناول العلاقات الثنائية ومسائل عربية ودولية ذات اهتمام مشترك مع تصاعد ازمة حكومة الوفاق المدعومة من الدوحة وانقرة.

تونس - وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، الى تونس في زيارة رسمية تستمر يومين الى تونس وتأتي في خضم تفاقم الأزمة في ليبيا بسبب التدخل العسكري التركي دعما لحكومة الوفاق الوطني التي يهيمن عليها حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين.
ووصل الشيخ تميم الى مطار قرطاج الدولي، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس التونسي قيس سعيد.
وافادت الرئاسة التونسية ان المباحثات بين الجانبين تطرقت بالخصوص إلى علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها، إضافة إلى تبادل الرأي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك عربيا ودوليا.

وقد تضمن الوفد الرسمي القطري كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير المالية ورئيس جهاز أمن الدولة ومساعد رئيس الديوان الأميري ومدير إدارة الدراسات والبحوث بالديوان ومدير إدارة المحافظ الإقليمية في جهاز قطر للاستثمار ورئيس هيئة التعاون الدولي العسكري بوزارة الدفاع إلى جانب مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية وسفير قطر بتونس.

كما افادت الرئاسة ان الشيخ تميم بحث مع الرئيس سعيد التعاون المشترك بين البلدين ومسائل عربية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لأمير قطر منذ تولي قيس سعيد الرئاسة في تونس في اكتوبر/تشرين الاول وتأتي عقب زيارة مماثلة قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ديسمبر/كانون الاول وكانت أيضا ضمن جهود أنقرة لحشد الدعم لتدخلها العسكري وبحثا عن اسناد لحكومة الوفاق.

وتتحرك تركيا وقطر على مسار واحد ضمن مشروع تمكين جماعات الاسلام السياسي في المنطقة الذي انهار في مصر وتفكك في السودان ويقاوم للهيمنة في غرب ليبيا.

لكن زيارة امير قطر تاتي في ظل احتدام الازمة داخل ليبيا مع اعلان مجلس النواب الليبي المؤيد للجيش الاثنين تعليق مشاركة أعضائه في محادثات السلام السياسية مع نظرائهم المتحالفين مع حكومة الوفاق فور أعلان  بعثة الأمم المتحدة الخاصة إلى ليبيا عن تقديم طرفا النزاع مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار ينصّ على أن تشرف الأمم المتحدة على العودة الآمنة للمدنيين الذين نزحوا جرّاء القتال.

كما اشترط رئيس مجلس الدولة والقيادي في حزب العدالة والبناء الإخواني خالد المشري، توقف قوات الجيش الوطني الليبي عمليته العسكرية على العاصمة طرابلس لمواصلة المشاركة في محادثات جنيف السياسية المقررة الأربعاء.
وقال الاثنين من طرابلس أن حكومة الوفاق طالبت بتعليق المباحثات السياسية، ريثما تحقق الأمم المتحدة تقدّما في المباحثات العسكرية حول ليبيا.

وتتمسك تونس بدور الحياد في الازمة الليبية وتطالب الفرقاء بضرورة الجلوس الى طاولة المفاوضات وانهاء الصراع المسلح نافية دعمها لاحد اطراف النزاع. بينما تورطت الدوحة في السابق في دعم الجماعات المسلحة الموالية لحكومة السراج بالسلاح والعتاد والمال كما ان القيادة القطرية استضافت واستقبلت قيادات ليبية اخوانية مثل علي الصلابي والداعية المتشدد الصادق الغرياني.
وتحدثت تقارير عديدة على تورط الدوحة في دعم المقاتلين الليبيين المناهضين لنظام العقيد الليبي معمر القذافي واتهمت بنقل اسلحة لتلك المجموعات انطلاقا من الحدود التونسية ابان الثورة في 2011 و2012.
وزيارة الشيخ تميم الى تونس تاتي تزامنا مع تشكيل حكومة الياس الفخفاخ بحضور مكثف لحركة النهضة حليفة الدوحة في انتظار منحها الثقة في البرلمان. 
كما تاتي زيارة امير قطر في محاولة من الدوحة لفك عزلتها في المنطقة وذلك بعد ان قررت دول خليجية وعربية وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة الدوحة سنة 2017 نظرا لتورطها في دعم المجموعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم الاخوان وتقاربها مع ايران.
ورغم الجهود الخليجية والعربية لدفع قطر نحو الابتعاد عن دعم تلك التنظيمات والالتزام بالمصلحة العربية المشتركة لكن ذلك لم يقنع قطر بالتخلي عن سياساتها.
والزيارة هي الأولى لأمير قطر إلى تونس بعد انتخاب قيس سعيّد رئيسا للبلاد في أكتوبر/تشرين أول 2019.
وبدأ أمير قطر جولة خارجية، الأحد، بزيارة الأردن، ثم تونس، ويختتمها في الجزائر، الثلاثاء.