تنديد دولي بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني

تفجير يستهدف موكب حمدوك قرب جسر كوبر مع تعرض سيارته لوابل من الرصاص.

الخرطوم - أدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومصر، الاثنين، محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك باستهداف موكبه بالخرطوم.
وأعرب نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيف بوريل، عن صدمته من محاولة الاغتيال الفاشلة ضد رئيس الوزراء السوداني.
وأكد في تدوينة على فيسبوك أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الوقوف إلى جانب السودان لدعم عملية الانتقال السياسي.
وأضاف بوريل "ليس هناك خطوة ممكنة إلى الوراء، يجب الحفاظ على المثُل العليا للثورة".
من جهتها،  أدانت القاهرة الحادثة، وعبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن “ارتياحها لفشل المحاولة الآثمة ونجاة عبد الله حمدوك".

وشددت الخارجية على "أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله والقضاء عليه".

كما نددت السفارة الأميركية في السودان بمحاولة الاغتيال قائلة "إننا نشعر بالصدمة والحزن إزاء الهجوم على موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك".

وأضافت في تدوينة على فيسبوك "نحن نواصل دعم الحكومة الانتقالية ونتضامن مع الشعب السوداني".
بدوره، قال السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق، "الانفجار الذي لحق بموكب رئيس الوزراء السوداني، مقلق للغاية ويجب التحقيق فيه بشكل كامل".
وأكد في تغريدة على تويتر أن "المملكة المتحدة تدعم الحكومة المدنية بالكامل وتلتزم بمواصلة تقديم أي دعم ممكن للمساعدة في نجاحها".

وأعلنت الحكومة السودانية أن حمدوك نجا من محاولة اغتيال بعد أن تعرض موكبه صباح الاثنين لحادثة تفجير إرهابي وإطلاق رصاص.
ونشرت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، توجه حمدوك إلى مكتبه لمزاولة عمله في مقر مجلس الوزراء بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعد الأولى من نوعها بعد الإطاحة بنظام البشير.

وصفت الشرطة السودانية، الهجوم الذي استهدف موكب رئيس الوزراء بـ"العمل الإرهابي".

وطمأن حمدوك الذي يقود حاليا حكومة مؤلفة من تكنوقراط، على تويتر السودانيين بأنه بخير وواصل ترؤس اجتماعاته.

وفي أول تعليق له، كتب حمدوك على تويتر "ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي".

وأظهرت لقطات بثتها محطات تلفزيون محلية ووسائل للتواصل الاجتماعي موكبا وبه عدد من السيارات الرياضية المتعددة الأغراض البيضاء التي لحقت بها أضرار وسيارة تعرضت لأضرار جسيمة.

وكتب علي بخيت مدير مكتب حمدوك على فيسبوك أن انفجارا وقع عند مرور سيارة رئيس الوزراء لكن لم يصب أحد.

وأكد التلفزيون الرسمي أنه تم نقل حمدوك إلي مكان آمن وهو بخير.

وقال مجلس الوزراء في بيان تلاه على الصحافيين فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة إن موكب رئيس الوزراء "تعرض لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص أسفل كبري كوبر ولم يصب السيد رئيس مجلس الوزراء بأي أذى وكذلك المجموعة المرافقة له" ما عدا أحد أفراد الفرقة التشريفية الذي أصيب بشكل طفيف في كتفه.

وأضاف البيان أن حمدوك "يمارس مهامه بمكتبه وقد بدأت السلطات الأمنية إجراءاتها للتحقيق في الحادث"، مشيرا إلى أنه "سيتم التعامل بالحسم مع المحاولات الإرهابية .. نحن نعلم أن هنالك من يستهدف ثورة الشعب السوداني والمكاسب التي حققها" لكنه أكد أن "مسيرتها مستمرة ولن تفقد بوصلتها".

وبث التلفزيون الرسمي صورا لحمدوك وهو يستقبل أعضاء تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير وأعضاء مجلس الوزراء أمام مكتبه وهو يصافحهم ويبتسم وفي حالة جيدة.

وقال البراق النذير السكرتير الصحافي لرئيس الوزراء إن رئيس الوزراء "يترأس الآن اجتماعا لمجلس الوزراء وقبله ترأس اجتماعا مع قوى الحرية والتغيير".

وطوقت قوات أمنية من الشرطة والجيش المكان الذي وقعت فيه الحادثة ووضعت حواجز حوله وبدأت بجمع الأدلة.

وأدان تحالف الحرية والتغيير الحادثة داعيا المواطنين إلى الخروج في مواكب قائلا "إننا ندعو كافة جماهير شعبنا في العاصمة للخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الحرية لإظهار وحدتنا".
وقال خالد عمر وهو عضو بارز في ائتلاف مدني دعم الثورة في تغريدة على تويتر "محاولة اغتيال الرئيس عبد الله حمدوك هي حلقة جديدة من حلقات التآمر للانقلاب على الثورة السودانية. وحدة وتماسك القوى الشعبية التي أنجزت الثورة هي حائط الصد لحماية السلطة المدنية. لا يجب أن يثنيا الإرهاب عن ذلك".

وقرب مكان الحادث في منطقة كوبر شمال العاصمة خرج العشرات وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا حمدوك".

وتولى حمدوك رئاسة الوزراء في آب/أغسطس الماضي عقب اتفاق بين الجيش والمدنيين لفترة انتقالية تستمر حتى أواخر 2022، وذلك بعد ان أطاحت احتجاجات شعبية استمرت لأشهر بالرئيس عمر البشير ونظامه الذي حكم البلاد على مدى ثلاثين عاما.

وبعد محاولة الاغتيال الاثنين، دعا تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد التحرك ضد البشير إلى مظاهرات لإظهار الوحدة والدعم للحكم المدني.