تنسيق أميركي إسرائيلي لكبح نفوذ حزب الله

القدس - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الخميس إن جماعة حزب الله اللبنانية تشكل خطرا على اللبنانيين وأجرى مشاورات في إسرائيل بشأن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران قبل زيارته لبيروت.

ويقوم بومبيو بجولة للترويج لموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشدد من إيران. واستمع إلى تحذير من إسرائيل بشأن حزب الله التي تشعر بالقلق من أن تصبح مرة أخرى هدفا للحزب مع انحسار دوره في الحرب السورية.

وتبدي واشنطن أيضا قلقها بشكل متزايد بشأن قوة حزب الله وهو ما تفعله أيضا إسرائيل التي خاضت حربا مع الجماعة الشيعية المدعومة من إيران في عام 2006.

والتقى بومبيو مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين في مكتبه بالقدس. وقال ريفلين إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري "لا يمكن أن يقول لأحد إن لبنان منفصل عن حزب الله"، مشيرا إلى نفوذ الحزب في بيروت حيث تشارك الجماعة بوزراء في الحكومة الائتلافية ولها نواب في البرلمان.

وأضاف ريفلين "إذا حدث شيء من لبنان تجاه إسرائيل سنحمل لبنان المسؤولية".

وقال بومبيو للصحفيين ردا على سؤال بشأن الرسالة التي سينقلها إلى وجهته التالية لبنان، "سنكون واضحين جدا بشأن ما تراه أميركا في حزب الله وتوقعاتنا بشأن كيف أن نجاح لبنان يعتمد على مطالبة الشعب اللبناني بألا تسيطر منظمة إرهابية على حكومته وألا تقود السياسات وتسبب خطرا لبلدهم أيضا".

وفاز حزب الله وحلفاؤه بالأغلبية في انتخابات مايو/ايار عام 2018 وسط مخاوف من تعزيز الجماعة الشيعية التي تمتلك ترسانة عسكرية، النفوذ والتمدد الإيراني في لبنان.

ووصف الرئيس ميشال عون أسلحة حزب الله بأنها مهمة للدفاع عن لبنان رغم أن الحريري قال إنها غير مشروعة.

وساند بومبيو أيضا إنذار ريفلين الضمني بشأن استهداف إسرائيل للبنان ردا على أي هجوم من حزب الله. وقال "نعلم جميعا الخطر، أليس كذلك؟ إذا فعل حزب الله شيئا داخل لبنان، سيكون خطر التصعيد حقيقيا. شعب لبنان لا يريد ذلك. شعب إسرائيل لا يريد ذلك. شعب الولايات المتحدة لا يريد ذلك".

وشنت إسرائيل مرارا ضربات جوية على مواقع لحزب الله في سوريا حيث ساعدت الحركة الشيعية، إلى جانب سلاح الجو الروسي، الرئيس بشار الأسد على التغلب على المعارضين والمتشددين وأغلبهم من السنة.

وتواجه إيران متاعب اقتصادية منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار من العام الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 بين طهران وقوى عالمية وأعاد فرض عقوبات عليها.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في كلمة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة إن الجمهورية الإسلامية نجحت في مقاومة العقوبات الأميركية "القاسية وغير المسبوقة".

وقال بومبيو لريفلين إنه يعتبر حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية وجماعة الحوثي اليمنية وجميعها تتلقى الدعم من إيران، جماعات "عازمة على محو هذا البلد (إسرائيل) من على وجه الأرض ولدينا التزام أخلاقي وسياسي بمنع ذلك".

وتأتي زيارة بومبيو للقدس قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية وهو ما يعتبر على نطاق واسع في إسرائيل دعما لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تجمعه علاقة وثيقة بترامب.