تنسيق بين طهران وموسكو يسبق الجولة الثانية من المفاوضات النووية

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يؤكد أن عراقجي سيناقش آخر المستجدات المتعلقة بمحادثات مسقط مع مسؤولين روس.

طهران/موسكو - سيزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي روسيا خلال الأسبوع الجاري قبل الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية الأميركية الرامية إلى حل خلاف مستمر منذ عقود بين الغرب وطهران بشأن برنامجها النووي، فيما يبدو أن إيران تسعى إلى التنسيق مع موسكو بشأن هذا الملف.

وأجرى عراقجي والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف محادثات في عُمان يوم السبت تنقل خلالها الوزير العماني بدر البوسعيدي بين الوفدين اللذين كانا في قاعتين منفصلتين بقصره في مسقط.

ووصف الجانبان المحادثات في عُمان بأنها "إيجابية" رغم أن مسؤولا إيرانيا رفيع المستوى قال لرويترز إن الهدف الوحيد من الاجتماع كان "تحديد شروط المفاوضات المحتملة في المستقبل".

ووردت أنباء عن أن إيطاليا وافقت على استضافة الجولة الثانية من المحادثات، لكن مصدرا مقربا من الحكومة الإيرانية قال إن طهران تفضل الاجتماع في جنيف بينما تود الولايات المتحدة إجراء اللقاء في روما.

ودخلت إيران المحادثات بحذر، متشككة في إمكانية التوصل إلى اتفاق وفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد بقصفها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.

وتهدف واشنطن إلى وقف أنشطة طهران الحساسة في تخصيب اليورانيوم والتي تعتبرها إلى جانب إسرائيل وقوى أوروبية سبيلا لامتلاك سلاح نووي. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن عراقجي "سيناقش آخر المستجدات المتعلقة بمحادثات مسقط" مع مسؤولين روس.

ودعمت روسيا، وهي طرف في الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، حق إيران في امتلاك برنامج نووي مدني.

ودقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ناقوس الخطر بشأن زيادة مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة لدى إيران، وأفادت بعدم إحراز أي تقدم حقيقي في حل القضايا العالقة منذ فترة طويلة، مثل وجود غير مبرر لآثار يورانيوم في مواقع سرية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور طهران يوم الأربعاء في محاولة لتضييق الفجوة بين طهران والوكالة بشأن القضايا العالقة.

وقال غروسي على منصة "إكس" اليوم الاثنين "استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمر ضروري في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إنه يعتقد أن إيران تؤخر عمدا التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة وإن عليها التخلي عن أي مسعى لامتلاك سلاح نووي، وإلا فسوف تواجه ضربة عسكرية محتملة لمنشآتها النووية.

وأضاف ترامب للصحفيين، بعد لقاء ويتكوف في سلطنة عمان يوم السبت بمسؤول إيراني كبير، "أعتقد أنهم يسعون لتضييع الوقت".

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان الرد المحتمل قد يشمل توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية أجاب قائلا "بالتأكيد"، مضيفا "على الإيرانيين التحرك بسرعة لتجنب رد قاس لأنهم قريبون جدا من تطوير سلاح نووي".

وقال محللون إسرائيليون إن تل أبيب تبدي قلقا من احتمال توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق حول البرنامج النووي للأخيرة، وتتمنى أن تنهار المفاوضات، رغم التصريحات العلنية التي توحي بعكس ذلك.

وقال زئيف إلكين الوزير بحكومة بنيامين نتنياهو وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين "ليس سراً أن ترامب يفضل الاتفاق على الهجوم وإذا كان من الممكن التوصل إلى نتيجة من خلال المفاوضات، فهذا أمر جيد"، غير أن الموقف الإسرائيلي لا يبدو متطابقا مع هذه التصريحات.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الاثنين "يريد ترامب التوصل إلى اتفاق وقد أوعز إلى مبعوث للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالسعي لتحقيقه، ويبدو أن ما سيحدث لاحقا سيعتمد بشكل أساسي على قدرة أميركا وإيران على التوصل إلى تفاهمات، وليس على تحفظات إسرائيل".

وأضاف "يجب على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لاحتمال انهيار المحادثات، وفي النهاية إعطاء الضوء الأخضر لشن ضربة إسرائيلية، بدعم أميركي وربما مساعدة، على المواقع النووية الإيرانية"، مستدركا "يبدو أن الرئيس يريد أولا دراسة إمكانية التوصل إلى اتفاق بالوسائل السلمية".

وأشار هارئيل إلى "الخوف الذي يُفترض أن نتنياهو يُشاركه ولكنه بالتأكيد لا يُريد التعبير عنه جهرًا، هو أن يُوقع ترامب اتفاقًا مُتواضعًا أو حتى سيئًا لن يُزيل التهديد الإيراني، وسيتعين على إسرائيل قبوله بهدوء خوفًا من رد فعل أميركي قاسٍ".