'تنوير' رحلة الموسيقى والفن والشعر في صحراء الشارقة

الشارقة – تحت شعار "أصداء خالدة من المحبة والنور" المستوحى من حكمة للشاعر جلال الدين الرومي تنطلق الدورة الأولى من "مهرجان تنوير" في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ويستمر على مدى ثلاثة أيام في صحراء مليحة بالشارقة حيث تلتقي الثقافات الإنسانية في حوار متناغم بين الموسيقى والفن والشعر.

ويسعى المهرجان تحت إشراف الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إلى ربط الثقافات المتنوعة من خلال التعبيرات الإبداعية. وقالت الشيخة بدور "نعمل في مهرجان تنوير على خلق مساحة تتحد فيها الإنسانية من خلال اللغات العالمية للموسيقى والفن والشعر والتجارب الثقافية المشتركة"، مضيفة أن إمارة الشارقة تمثل القلب النابض للعلوم والتراث والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورحلة اكتشاف الذات والتبادل الثقافي والنمو الروحي. واشارت أنه من خلال الجمع بين الأصوات المتنوعة والحرفيين والمأكولات من جميع أنحاء العالم، فإننا نلهم عالمًا أكثر ترابطًا وتعاطفًا وتناغمًا، ونحتفل بإنسانيتنا المشتركة ونضيء الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا.

ويفتتح الفنان العالمي سامي يوسف االسهرات الفنية للمهرجان ليغني مع الجمهور في رحلة روحانية للمحبة والنور مجموعة من أغانيه التي تجمع بين الألحان التقليدية والمعاصرة في قوالب موسيقية متفرّدة. كما يشهد اليوم الافتتاحي أيضا تقديم فقرة فنية لعازف العود اللبناني زياد سحاب في مرافقة مع فنان الرسم بالضوء الفرنسي جوليان بريتون حيث تُدمج فيه الألحان مع الفنون البصرية.

وتجتمع في المهرجان موسيقى من مختلف ثقافات العالم تعيد الجمهور إلى روائع فنية خالدة من تراث الأجداد فتلتقي فنون الموشحات والقدود مع المعزوفات المنفردة، وتشارك الفنانة ومؤلفة الأغاني السنغالية سيني كامارا التي تجمع في أعمالها إيقاعات ونغمات التقاليد الموسيقية في غرب إفريقيا مع مؤثرات موسيقى البوب المعاصرة لتقدّم ضمن أولى فعاليات المهرجان عرضاً على آلة الـ"كورا" المعروفة في منطقتها والتي تشبه في شكلها آلة القيثارة. كما يقدم أول عازفي "هاندبان" في الشرق الأوسط المؤلف الموسيقي السوري أنس الحلبي عرضا موسيقيا يتواصل فيه بوصلاته الفنية مع لغة الفن و الجمال التي تعبّر عن معاني الترابط بين الثقافات وتجاوز الحدود والمسافات.

ويصحب "مهرجان تنوير" جمهوره في رحلة متكاملة لفهم الذات والتعمق في النفس من خلال جلسات اليوغا والتأمل ومحطات تذوق لأطباق صحية وعضوية من مختلف ثقافات العام، كما يتيح أيضا فرصة متابعة ومشاهدة أعمال فنية تركيبية، إلى جانب جلسات التدرّب على أنشطة العيش بجودة وصحة وسلام.

ويقدم المهرجان تجربة صديقة للعائلة تشمل إلى جانب الفعاليات الموسيقية منها التخييم ومراقبة النجوم، وتتيح الفرصة لحجز جولات إلى جبل بحيص ومركز مليحة للآثار الذي يحتضن قطعاً أثرية يعود تاريخها إلى العصور القديمة التي تثبت استيطان الإنسان القديم من العصر الحديدي للمنطقة.

وتوجت منطقة مليحة بجائزة "اختيار المسافرين" من موقع "تريب أدفيزور" لمدة ست سنوات متتالية، حيث تتميز بمواقع تاريخية مهمة وتحتوي أثار عن العصر البرونزي وقلاع تعود لما قبل الإسلام.