تهالك الطاقة النووية يهدد بردم أهداف المناخ

المفاعلات تعد ثاني أكبر مصادر الكهرباء منخفضة الكربون في العالم لكن اغلبها على وشك الإغلاق لانتهاء أعمارها الافتراضية، ما يؤدي إلى مليارات الأطنان من انبعاثات الكربون الإضافية.
حصة مصادر الطاقة النظيفة من إمدادات الكهرباءبقيت كما هي قبل 20 عاما بسبب تراجع الطاقة النووية
أسعار الغاز المنخفضة وتشديد متطلبات الأمان يجعلان تشغيلها غير ذي جدوى اقتصادية
الاقتصادات المتقدمة ستفقد 25 بالمئة من قدرتها النووية بحلول 2025 والثلثين بحلول 2040

باريس - قالت وكالة الطاقة الدولية إن تراجعا حادا في قدرات الطاقة النووية سيهدد أهداف المناخ وأمن إمدادات الكهرباء إذا لم تجد الاقتصادات المتقدمة طريقة لتمديد أعمار مفاعلاتها.

وقالت الوكالة ومقرها باريس في بيان إن الطاقة النووية تواجه مستقبلا غير مؤكد في العديد من البلدان.
وأضافت أن انخفاض استخدام الطاقة النووية في بلدان الاقتصادات المتقدمة، يؤدي إلى مليارات الأطنان من انبعاثات الكربون الإضافية.
والطاقة النووية حاليا ثاني أكبر مصادر الكهرباء منخفضة الكربون في العالم، بعد الطاقة المائية، وتشكل عشرة في المئة من إجمالي توليد الكهرباء عالميا. لكن المفاعلات النووية في الولايات المتحدة وأوروبا يتجاوز متوسط أعمارها الآن 35 عاما والكثير من المفاعلات في العالم البالغ عددها 452 على وشك الإغلاق، إذ أن أسعار الغاز المنخفضة وتشديد متطلبات الأمان يجعلان تشغيلها غير ذي جدوى اقتصادية.

صورة جوية لآلة خاصةتعمل بالتحكم عن بعد تعمل على تفكيك برج التبريد في محطة مولهايم كيرليش للطاقة النووية
الكثير من المفاعلات في العالم البالغ عددها 452 على وشك الإغلاق

وكتبت الوكالة في أول تقرير رئيسي عن الطاقة النووية في عشرين عاما "دون تغييرات في السياسة، قد تفقد الاقتصادات المتقدمة 25 بالمئة من قدرتها النووية بحلول 2025 وما يصل إلى الثلثين بحلول 4040".

وقدر البيان أن عدم تمديد أجل المحطات النووية الحالية والمشاريع الجديدة مدى الحياة يؤدي إلى توليد 4 مليارات طن إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وعلى مدار العشرين عاما الأخيرة، زادت قدرات طاقة الرياح والطاقة الشمسية بواقع 580 غيغاوات في الاقتصادات المتقدمة. لكن رغم ذلك، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن حصة مصادر الطاقة النظيفة البالغة 36 بالمئة من إمدادات الكهرباء العالمية في 2018 كانت كما هي قبل عشرين عاما بسبب التراجع في الطاقة النووية.

وقالت الوكالة إنه لتعويض التراجع المتوقع في الطاقة النووية في العشرين عاما المقبلة، يجب أن ينمو الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة بمقدار خمسة أمثال، لكن ذلك لن يشكل تكلفة باهظة فحسب، وإنما يتطلب استثمارا كبيرا في شبكات الكهرباء.