تهديدات إيران على رأس مباحثات الملك سلمان وبومبيو

الاجتماع يتناول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالخطر الايراني وتهديدات ميليشياتها في المنطقة إضافة للعلاقات الاقتصادية.

الرياض - بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالخطر الايراني وتهديدات ميليشياتها في المنطقة.
جاء ذلك عقب استقبال الملك سلمان، بومبيو في العاصمة الرياض، التي وصلها الأخير الأربعاء في زيارة غير محددة المدة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وخلال اللقاء استعرض الجانبان "العلاقات بين البلدين، ومجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، والجهود المبذولة تجاهها".
وفي وقت سابق الخميس، كتب بومبيو في تغريدة عبر "تويتر": "أنا سعيد لعودتي وزيارتي الرياض لتأكيد التزام الحكومة الأميركية القوي بأمن المملكة".
وأضاف "هناك حاجة مستمرة للوقوف مع السعودية في مواجهة سلوك إيران الخبيث في المنطقة".
وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن زيارة بومبيو تأتي لإجراء محادثات حول قضايا الأمن الإقليمي خاصة الخطر الايراني والاقتصاد.

وتعززت العلاقات الاميركية السعودية في الاشهر الاخيرة لمواجهة خطر ايران بعد ان صعدت من تهديداتها ردا على قرار واشنطن بتشديد عقوباتها.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية الاربعاء إن بومبيو، الذي تأتي زيارته في أعقاب زيارته الأولى إلى إفريقيا جنوب الصحراء، سيجري محادثات مع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية فيصل بن فرحان.
وقال بومبيو للصحفيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل أن يتوجه إلى الرياض "سنقضي الكثير من الوقت في مناقشة القضايا الأمنية مع التهديد الصادر عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وجه الخصوص".
وتابع أن الولايات المتحدة "مستعدة للتحدث في أي وقت" مع إيران، لكنه شدّد على أن النظام الإيراني "يجب أن يغير سلوكه بشكل جذري". وأضاف أنّ "حملة الضغط مستمرة. إنها ليست مجرد حملة ضغط اقتصادي. إنها ضغوطات دبلوماسية، والعزل من خلال الدبلوماسية كذلك".
وتأتي زيارة بومبيو التي تستغرق ثلاثة أيام للحليف الوثيق السعودية في أعقاب غارة جوية نفذتها طيارة أميركية مسيّرة أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وأكثر جنرالات إيران نفوذا في الشرق الأوسط، أثناء زيارته لبغداد في 3 كانون الثاني/يناير.

الزيارة تاتي بعد اكثر من شهر من اغتيال قاسم سليماني
الزيارة تاتي بعد اكثر من شهر من اغتيال قاسم سليماني

كما تاتي في ظل اصرار طهران على تسليح المتمردين الحوثيين في اليمن والذين تورطوا في شن هجمات على الرياض.
وقال بومبيو الأربعاء إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي دون اتخاذ أي إجراء ردا على دعم إيران المستمر للهجمات على المواقع الأميركية في العراق، مضيفا أنه لن يفصح عن حجم الرد أو نوعه.
واتهم مسؤولون أميركيون إيران بالمسؤولية عن هجوم استهدف في أيلول/سبتمبر منشآت نفط سعودية، رغم أن الرياض بدت حريصة مذاك على الدخول في دبلوماسية حذرة لتفادي تصعيد التوتر والمواجهة.
بدوره اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في خطابه امام الكونغرس بداية الشهر الجاري ان بلاده نجحت في شل الاقتصاد الإيراني بفضل العقوبات داعيا طهران الى تغيير سياساتها بشكل كبير في المنطقة لتتمكن من الخروج من الأزمة.
لكن اصرار إيران على المضي قدما في انتهاك الاتفاق النووي وتحريض ميليشياتها على تنفيذ هجمات زعزعت استقرار دول المنطقة وقوضت الامن في الخليج دفعت بواشنطن الى تكثيف الجهود لمواصلة اجبار ايران على الالتزام بالقرارات الدولية.
وتصاعد التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة والسعودية اضافة الى دول المنطقة لمواجهة التحديات التي تفرضها رغبة ايرانية جامحة في بسط النفوذ واستغلال الانقسامات الطائفية.
وكانت السعودية قررت الانضمام لمهمة بحرية دولية بقياد الولايات المتحدة لحماية الملاحة التجارية في مضيق هرمز ومناطق أخرى في وقت عززت فيه القوات الاميركية من تواجدها في المملكة.
وبعد مغادرته الرياض، يتوجه بومبيو إلى سلطنة عمان المجاورة للقاء سلطانها الجديد هيثم بن طارق آل سعيد الجمعة.
وسيقدم بومبيو تعازيه في وفاة السلطان قابوس الذي استمر حكمه لأطول مدة بين الحكّام العرب، وكان بمثابة وسيط مهم بين الولايات المتحدة وإيران.