تهديدات المتشددين تربك انتخابات مالي

الحكومة المالية تقول إن تهديدات متطرفين إسلاميين تسببت في إغلاق مئات من مراكز الاقتراع خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.
السلطات لم تتمكن من فتح 490 مركزا
نسبة الاقبال على التصويت قدرت بـ22 في المئة فقط

باماكو - قالت حكومة مالي الاثنين إن تهديدات متشددين إسلاميين تسببت في إغلاق مئات من مراكز الاقتراع خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي جرت السبت.

ولم تتمكن السلطات من فتح 490 مركزا وهو ما يمثل نحو اثنين في المئة من إجمالي اللجان الانتخابية. وأثرت المخاوف الأمنية على نسبة الاقبال على التصويت التي قدرت إحدى منظمات المجتمع المدني إنها بلغت 22 في المئة فقط.

وتنافس في الجولة الثانية الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا مع زعيم المعارضة إسماعيل سيسيه بعد جولة أولى غير حاسمة فاز فيها كيتا بنحو 41 في المئة من الأصوات. ومن غير المتوقع أن تصدر نتائج الجولة الثانية قبل بضعة أيام.

ومالي من بين الدول التي تتصدر قائمة المخاوف الأمنية للقوى الغربية بسبب وجود جماعات مسلحة على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. ونجاح الانتخابات مسألة حاسمة لجهود استعادة استقرار البلاد.

وقال وزير الأمن سالف تراوري للصحفيين الاثنين إن معظم المراكز المغلقة كانت في منطقة تمبكتو الشمالية حيث قتل مسلحون رئيس أحد المكاتب الانتخابية وفي منطقة موبتي بوسط البلاد.

ويتوقع أن تستغرق عملية الفرز أربعة أو خمسة أيام على الأقل في انتخابات هي الثانية بعد تدخل الجيش الفرنسي الذي طرد الجهاديين في 2013 من شمال مالي بعد عام على سيطرتهم على المنطقة.

وسيتولى الفائز، بين كيتا وخصمه سومايلا سيسيه الرئاسة مطلع أيلول/سبتمبر، وستكون مهمته الرئيسية احياء اتفاق السلام الذي وقع في 2015 بين الحكومة وحركة التمرد التي يهيمن عليها الطوارق وتأخر تنفيذه.

شهدت الانتخابات، الحاسمة لمستقبل منطقة الساحل، أعمال عنف كان أخطرها مقتل رئيس مركز انتخابي في أركوديا في جنوب تمكبتو برصاص أشخاص يشتبه في أنهم جهاديون أرادوا "منع الاقتراع" في منطقة تشهد غيابا للدولة وهجمات متكررة لجماعات إسلامية.

وقال أحد سكان قرية كينامي إن "مسلحين جاؤوا ونقلوا كل المعدات الانتخابية إلى ضفة النهر وأحرقوها".

وأعاقت "التهديدات الأمنية" سير العملية الانتخابية في "على الاقل مئة" مركز اقتراع بحسب هيئة مدنية لمراقبة الانتخابات في مالي، تضم نحو ألفي مراقب.

جرت العملية الانتخابية وسط لامبالاة نسبية لسكان أنهكتهم أعمال العنف على مدى ست سنوات، يعيش حوالى نصفهم تحت عتبة الفقر على الرغم من أن اقتصاد أكبر منتج للقطن في إفريقيا سجل نموا تجاوز الخمسة بالمئة.

وتمكن مراقبو الاتحاد الأوروبي، أكبر المانحين الدوليين لمالي، من متابعة سير الانتخابات في غاو (شمال) ولكن ليس في تمبكتو وكيدال (شمال) وموبتي.

وفي 2013 طرد قوات فرنسية متشددين إسلاميين من مناطق سيطروا عليها في شمال البلاد الصحراوي لكنهم أعادوا تنظيم صفوفهم ويهاجمون باستمرار المدنيين والجنود وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.