تهديدات ترامب بعسكرة الشوارع تخرج ماتيس عن صمته

وزيرا الدفاع الحالي مارك اسبر والأسبق جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة وقادة عسكريون يرفضون اقحام الجيش الأميركي في التعامل مع الاضطرابات المدنية.
اتهامات جديدة لرجال الشرطة في مقتل جورج فلويد
قاتل فلويد يواجه تهم تصل عقوبتها لـ40 عاما سجنا
قائد هيئة الأركان الأميركية يُذّكر الجنود باليمين التي أقسموها

مينابوليس - أخرجت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنزال الجيش للشوارع لمواجهة الاحتجاجات العنيفة على قتل الشرطة في مدينة منيابوليس رجلا أسود خنقا، وزير الدفاع السابق جيم ماتيس عن صمته والذي تحاشى منذ استقالته في العام 2018، توجيه انتقادات لترامب.

واستنكر ماتيس إقحام الجيش في التعامل مع الاضطرابات المدنية وذلك بعد أن ظل يرفض لفترة طويلة انتقاد الرئيس صراحة. كما قال وزير الدفاع الحالي مارك إسبر إنه لا يؤيد استخدام القوات المسلحة في تسيير دوريات بالبلاد.

وقال ماتيس الذي استقال عام 2018 من منصب وزير الدفاع في بيان نشرته صحيفة أتلانتيك "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول أن يوحد الشعب الأميركي. بل ولا يتظاهر حتى بالمحاولة. بدلا من ذلك يحاول أن يفرقنا. نحن نشهد عواقب ثلاث سنوات من هذا الجهد المتعمد".

كما أصدر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي رسالة ذكّر فيها أفراد القوات المسلحة باليمين التي أقسموها أن يعملوا على صيانة الدستور الذي يمنح الأميركيين الحق في "حرية التعبير والتجمع السلمي". ووجه قادة عسكريون آخرون رسائل مماثلة.

وانحسرت في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة على مقتل جورج فلويد وهو في قبضة رجال الشرطة، بعد أن وجه ممثلو الادعاء العام اتهامات جنائية جديدة لضباط شرطة مدينة منيابوليس الأربعة في القتل.

وكانت أعداد كبيرة من المحتجين قد تحدت حظر التجول وخرجت لشوارع المدن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على مدار تسع ليال في احتجاجات شابتها في بعض الأحيان أعمال عنف دفعت الرئيس ترامب للتهديد باستخدام الجيش.

وكان جورج فلويد (46 عاما) لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن جثم رجل شرطة أبيض بركبته على عنقه نحو تسع دقائق في منيابوليس يوم 25 مايو/أيار الأمر الذي دفع بقضية العدالة بين الأجناس إلى صدارة المشهد السياسي قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة التي تجري في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضاء آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا قرب البيت الأبيض أنوار هواتفهم المحمولة ورددوا أغنية "اتكئ علي" التي كان يغنيها السود في سبعينات القرن الماضي ثم استأنف المحتجون هتافاتهم المناهضة للشرطة.

وخففت عدة مدن كبرى حظر التجول أو رفعته في الأيام القليلة الماضية. وفي حي بروكلين في نيويورك هاجمت الشرطة بعتاد مكافحة الشغب تجمعا يضم نحو ألف محتج كانوا يتحدون حظر التجول في المنطقة سلميا.

وضرب رجال الشرطة المتظاهرين والصحفيين بالهراوات وهم يهرعون بحثا عن ساتر أو ملاذ يحتمون به تحت الأمطار الغزيرة.

وقالت الشرطة إن شخصا طعن رجل شرطة بسكين في بروكلين وأصابه بجرح في العنق وجرح رجلي شرطة آخرين أسرعا لنجدته قبل أن يطلقا النار على المهاجم عدة مرات. ونُقل الأربعة إلى المستشفى.

ويبدو أن المواجهات التي شهدها حي بروكلين كان الاستثناء الأكبر لليلة أكثر هدوء وذلك بعد ساعات من توجيه الاتهامات الجديدة لرجال الشرطة في منيابوليس.

واعتقلت السلطات يوم الجمعة ضابط الشرطة ديريك تشوفين (44 عاما) الذي جثم بركبته على عنق جورج فلويد (46 عاما)، بتهمتي القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد في حادث وفاة فلويد، قبل توجيه تهمة جديدة أشد خطورة له يوم الأربعاء هي القتل من الدرجة الثانية وفق ما أظهرته وثائق قضائية.

وتصل عقوبة التهمة الجديدة إلى السجن 40 عاما وهي أطول 15 عاما من العقوبة القصوى لتهمة القتل من الدرجة الثالثة.

وتشوفين هو ضابط الشرطة الأبيض الذي شوهد في تسجيل فيديو انتشر على نطاق واسع وهو يضغط بركبته على عنق فلويد لنحو تسع دقائق، بينما كان يجتهد لالتقاط أنفاسه ويقول بصعوبة "أرجوك، لا أستطيع التنفس"، قبل أن يتوقف عن الحركة فيما كان المارة يصرخون في الشرطة لتركه. وأُعلنت وفاة فلويد في المستشفى بعد قليل من الحادث يوم 25 من مايو/أيار.

وتمت إقالة تشوفين وثلاثة ضباط آخرين من إدارة شرطة منيابوليس في اليوم التالي. ووجهت أمس الأربعاء اتهامات إلى الثلاثة للمرة الأولى بالمساعدة والتحريض على القتل من الدرجة الثانية والمساعدة والتحريض على القتل غير العمد. وتم أيضا احتجاز الثلاثة الآخرين وهم توماس لين وجيه ألكسندر كيونج وتو تاو.