تهديد مرشحة رئاسية تونسية مناوئة للنهضة بالاغتيال

الداخلية تطالب عبير موسى بتغيير مقر إقامتها بشكل مستمر وذلك حتى لا تتمكن المجموعات المتطرفة من استهدافها بعد رصد تحركاتها.

تونس - حذرت الداخلية التونسية المرشحة الرئاسية ورئيسة الحزب الدستوري عبير موسى من مخطط لاغتيالها وذلك تزامنا مع انطلاق الحملة الانتقالية.

وأفاد موقع " حقائق اونلاين" المحلي وفق مصدره الأمني الاثنين ان الأجهزة المختصة في مكافحة الإرهاب طالبت موسى بتغيير مقر اقامتها بشكل مستمر وذلك حتى لا تتمكن المجموعات المتطرفة من استهدافها بعد رصد تحركاتها.

وكانت عبير موسى التي أطلقت حملتها الرئاسية من منطقة حلق الوادي بتونس العاصمة حذرت من في مارس/اذار من وجود مخطط لاغتيالها مشيرة بان من يقفون وراء التهديدات يعتقدون انها ستتراجع عن مواقفها السياسية الرافضة للإسلام السياسي.

وشهدت تونس عمليات اغتيال سياسي استهدفت كلا من المعارض اليساري البارز شكري بلعيد والنائب في المجلس التاسيسي محمد البراهمي حيث وجهت التهم لحركة النهضة بالتورط بشكل مباشر او غير مباشر في عمليات الاغتيال.

وتعتبر عبير موسى التي تولت منصب الامينة العامة المساعدة للتجمع الديمقراطي المنحل (حزب الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي) من اشد المناوئين لحركة النهضة الاخوانية حيث دعت الى اقصائهم من الحياة السياسية لانهم يمثلون خطرا على النظام الديمقراطي.

وتعهدت موسى في تصريح لاذاعة موزاييك الخاصة في اب/اغسطس لأنصارها بالعمل على حل النهضة وإحالة قادتها على القضاء بتهم الإرهاب.

وستعمل موسى على فرض دستورها اذا فازت في الانتخابات التشريعية والذي يقوم على مواجهة الإسلام السياسي وإقصائه نهائيا من العملية السياسية في البلاد مشيرة بان الاسلام السياسي يتعارض نهائيا مع الديمقراطية.

واتهمت عبير موسى حركة النهضة بالتورط في جرائم تمس الامن القومي من خلال تشكيل جهاز سري تورط في الاغتيالات وفي تسفير الشباب الى بؤر التوتر مضيفة " يجب منع الأحزاب التي تشكل على اساس ديني.

وقالت موسى انه في حال وصولها الى الرئاسة ستعمل على فتح ملف الإرهاب وتغلغل المنظمات الأجنبية الاخوانية وذلك في اجتماع مجلس الامن القومي.

وكانت رئيسة الحزب الدستوري الحر تقدمت بثلاث شكاوي للقضاء التونسي كان اخرها في مايو/ايار ضد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من قياداتها بدعوى بشبهة التورط في تسفير الشباب التونسي للقتال في بؤر التوتر مثل سوريا والعراق.

وترى موسى في النهضة الاسلامية الشريك في الائتلاف الحكومي جزء من تنظيم الإخوان المسلمين ومن بين جماعات الإسلام السياسي.

وعلى الرغم من المضايقات والتعتيم الإعلامي على نشاطها بدت موسي التي لمع اسمها في الأوساط السياسية والشعبية نظرا لتشبثها بمبادئها وشراسة تصديها للنهضة "امرأة حديدية" مصرة على مواصلة تعهداتها بالتصدي للاسلام السياسي.

وكانت موسي رفعت في أغسطس/اب 2017 شكوى أولى ضد النهضة استنادا إلى قانون الأحزاب الذي يمنع أي تمويل خارجي لأي حزب.

واتهمت حركة النهضة بتلقي تمويلات من قطر، فيما رفعت الشكوى الثانية في 19 ديسمبر/كانون الأول 2017 على خلفية الهجمات الإرهابية التي شهدتها تونس واستهدفت كيان الدولة المدنية.

وأكدت عبير موسى تعرض حزبها للتشويه من طرف خصومها السياسيين مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي وذلك من خلال المال الفاسد الذي يأتي من الخارج.

وقارنت عبير موسى بين فترة النظام السابق رغم الأخطاء المرتكبة وبين المنظومة الحالية التي تسببت في تخريب الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مشيرة بانها ستعمل في حال فوزها على البناء على ايجابيات الدولة الوطنية وتلافي سلبيات الربيع العربي.