العلاقة بالإسلاميين واليسار تطارد المرشح الرئاسي قيس سعيد

مراقبون يتهمون سعيد بعلاقته بقيادات حزب التحرير وقربه من النهضة وبتبني افكار محافظة في وقت تشير فيه أطراف أخرى الى قرب المرشح الرئاسي من الفكر اليساري.
سعيد يرفض مشروع المساواة في الميراث
عرف ببعض افكاره المحافظة لكنه ينفي قربه من الاسلاميين
معلومات تشير الى ان مدير حملته الرئاسية شخصية يسارية متطرفة مناهضة للاسلام السياسي

تونس - وصف عديد المراقبين نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية في مرحلتها الاولى بانها زلزال سياسي بامتياز مع صعود المرشحين قيس سعيد وهو مستقل وقطب الاعلام ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.

وتمكن أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد من الانفراد بالمرتبة الاولى بفارق مريح على ملاحقه القروي فيما جاء مرشح حركة النهضة عبدالفتاح مورو في المرتبة الثالثة بينما حل عبدالكريم الزبيدي ويوسف الشاهد في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي.

ورغم ان الفرز لم ينتهي بعد لكن كل المؤشرات تشير الى حصول سعيد على البطاقة التي ستمكنه من المنافسة لتولي اهم منصب في البلاد.

ويُلقّب أستاذ القانون الدستوري سعيّد بـ"الروبوكوب (الرجل الآلي)" ويتحدّث باسترسال حرصاً منه على أن تكون حملته معتمدةً على التواصل المباشر مع الناخبين.

واللغة العربيّة لا تُفارق سعيّد اذ يستضيفه الإعلام التونسي كلّ ما كان هناك سجال دستوري في البلاد، ليُقدّم القراءات ويوضح مَواطن الغموض من الجانب القانوني.

وظهر سعيّد (61 عاماً) الأب لثلاثة أبناء ومتزوج من اشراف شبيل وهي وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس في عمليّات سبر الآراء في الربيع الفائت، وتحصّل على ترتيب متقدّم فيها، وبدأ يلفت الانتباه إليه تدريجيّاً.

وتثير شخصية قيس سعيد وتوجهاته الفكرية غير المعروفة مخاوف لدى المراقبين حيث تحدثت مصادر عديدة عن قربه من التيار الاسلامي وتبنيه لمجموعة من الافكار القريبة من التوجهات الدينية لكن جهات اخرى تنفي ذلك وتشير الى قربه فكريا من اليسار خاصة وان مدير حملته الانتخابية شخصية يسارية وصفت كثيرا بالمتطرفة.

وتحدثت مصادر عديدة عن وجود دعم من حزب التحرير للمرشح قيس سعيد ومرد ذلك حسب البعض هو لقاء جمع المرشح بالناطق الرسمي السابق لحزب التحرير رضا بالحاج في ديسمبر/كانون الاول سنة 2017..

لكن سعيد يرد على التهم بالقول انه كان لقاء عابرا للحديث عن الاوضاع العامة في البلاد وانه يرفض التاويلات المتعلقة باللقاء.

والتهم الموجهة لسعيد بقربه من التيار الاسلامي تداولتها عديد الاطراف التي لمحت بامكانية ان يكون سعيد عصفور النهضة النادر.

وينطلق بعض المراقبين في تحليلاتهم من تبني المرشح لبعض الاطروحات المحافظة اذا يرفض قيس سعيد مشاريع سعى اليها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في إطار تحديث المجتمع على غرار مشروع المساواة في الميراث.

وتدخل سعيد في برنامج على قناة الزيتونة القريبة من حركة النهضة سنة 2016 قائلا انه يرفض قانون المساواة في الميراث مشيرا الى ان الدولة دينها الإسلام حسب النص الدستوري والنص الديني في مسالة المساواة في الميراث غير قابل للاجتهاد او التاويل.

بل واتهم سعيد المثيرين لقضية المساواة في الميراث بمحاولة تغيير هوية البلاد متهما الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي بالوقوف وراء محاولات فرض مسالة المساواة في الميراث.

ويردد قيس سعيد المدعوم من الفئات الشابة والمتعلمة دائما مقولات ثورية تدعو الى تاميم مقدرات النفط والملح متهما جهات اجنبية بمحاولة الاستيلاء على ثروات الشعب بالتعاون مع جهات داخلية.

وفي هذا الإطار قال المرشح الرئاسي لطفي المرايحي في تصريح للقناة الوطنية الاحد ان قيس سعيد جزء من الخط الثوري الذي يؤمن بالتغيير حيث يقترب منطلقه الفكري من مرشحين على غرار المحامي محمد عبو والمحامي الاسلامي سيف الدين مخلوف والمفكر القومي الصافي سعيد.

لكن هذا التحليل يناقض تحليلات اخرى تؤكد ان قيس سعيد مقرب اكثر من الفكر اليساري رغم بعض التوجهات المحافظة.

واستبعدت كلثوم كنو ان يكون سعيد مقربا من حركة النهضة او مدعوما منها خاصة وان القائم على حملته شخصية يسارية متطرفة تدعى "رضا لينين".

وأكدت كنو في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك الاثنين ان رضا لينين له كره اعمى للإسلاميين ودخل معهم في مناوشات دفعت ببعضهم الى الاعتداء عليه بالسكاكين.

وأمام التحليلات والتحليلات المتضاربة خرج قيس سعيد لينفي في مداخلة نشرها في صفحته الرسمية على الفايسبوك علاقته باي من الأحزاب او التيارات الفكرية .

وقال سعيد انه فقط مدعوم من الشعب التونسي الذي لا يستحق تأشيرة من وزارة الداخلية للتواجد وابداء رأيه وتحقيق تطلعاته